Wednesday, April 11, 2007
1
كنت نائمة في عز النوم و رأيت ثعبانا كبيرا يزفر و هو مخنوق و شبه كفران و لا تسلني كيف ظهر علي الثعبان ذلك ، يبدو وجهه اطول و اكثر حزنا من كل الثعابين التي رأيتها و يبلغ عددها واحدا في فلم هاري بوتر و الثاني في قناة الحيوانات علي الوصلة ربنا يخليها .و نظر لي الثعبان و هو اصفر يشوبه بعض الاسود في الاطراف و قال" يبلغك الغائبون السلام و يقولون لك احترسي من العادي " قلت "ما العادي يا عم الثعبان انت ؟ " قال " لم يزيدوا عن ذلك فاعتبري ما قلت واضحا و لا ترهقيني بالسؤال فما انا الا مرسال مسكين" . قلت في بالي ياللجنون ثعبان مسكين ، هذا هو ما ينقصني ،" لماذا مسكين يا سيدنا" -قلت له - " هل عليك ايجار متأخر او لا سمح الله ماتت زوجك في العبارة او العمارة او القطارة؟" قال "لا يا حمارة بل انا متعب من كثر نقل رسائلهم الي امثالك الذين يتركون الرسالة و يفكرون فيما لا يعنيهم ابدا ". قلت يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم حتى في الاحلام اجد منتقدين الا استريح حتي في احلامي يا ثعبان الشوم؟؟ "و ما هي الرسالة" قال "لا اعيد ما قلت و لو سألتي الف عام ، الرسالة قيلت و انتهي كل الكلام ". و من ثم اختفي في سحابة من الغبار الكثيف التي حمدت الله انها في الاحلام والا اغبر المنزل واستحال تنظيفه لاعوام عدة ، و بدأت افكر في حديثه . تري هل قال شيئا مهما ام انها اضغاث احلام و حسب؟ قال شيئا عن احترسي من الطبيعي . من هو الطبيعي و هل هو عكس الصناعي ام هل هو الاخضر ام هو ما يتعلق بالعلم ؟ و ذهبت اسأل الناس عن معني كلمة طبيعي حتي تعبت فما اسعفني احدهم برأي صائب بل اصابوني بالصداع و بدأت ادعو علي الثعبان ان تصيبه مصيبة "طبيعي" جزاءا علي تلك الحيرة . و بعد ردح من الاسئلة اجابني احدهم بأن ما هو طبيعي قد يكون عادي كذلك فتذكرت اني اضيع وقتي في سؤال خاطئ عن شئ غير مهم و تركت الكلمة الحقيقة و ان الكلام ليس واحدا فليس الطبيعي هوالعادي ولا العكس . عندما وصلت لذلك شعرت براحة عجيبة جدا كأنني وصلت للاجابة و في الواقع انا لا املك اي دليل عليها و لكني شعرت اني وصلت فمن عرف السؤال فقد عرف الجواب.
صحوت من نومي سعيدة جدا باكتشافي الكبير ان الاحتراس يجب ان يكون من العادي و بالتالي لم اضع قدمي علي الجانب الايمن من الفراش بل الايسر ، و غسلت يداي قبل وجهي و فعلت كل شئ عكس ما افعله كل يوم . لم يتضح لي بمر الايام ما يعني الثعبان و مرت الايام كدأبها و نسيت كل شئ الا بعض الافكار التي تنتابني كلما سمعت كلمة عادي و مرت سنواتي بين الحلو والمر و السعادة والكرب و بعض الكوارث و لكن معظمها مجلل بالسترو الصحة و الايمان العفوي ، و عندما كلل الشيب مفرقي و صارت تجاعيدي تصلح لخريطة عن طرق مصر العشوائية و قد كبر الاولاد و ذهب كل في طريق و جفت وديان الشباب في القلب و لم يعد يشغلني غير الام الشيخوخة و مصاريف الادوية و الا احتاج لاحد كائن من كان ، صحوت من نومي ذات ليلة و انا اسمع من يردد: "احترس من العادي احترس من العادي .... "رأيت في منامي قبل ان اصحو العادي فقلت للا صوت نعم اكل العادي عمري فأين الايام ؟ العادي هو غول يلتهمنا احياء فيمر العمر في التفاهة و محاولة الهرب من الاعباء و عند النجاح في ذلك تجد كل شئ ولي مخلفا لك هيكلا كان احلامك و معبدا خربا كان ايامك . ما فعلت و اين ضاع عمري ؟ عندئذ طلع لي الثعبان الحزين و انا صاحية و قال :" الم اقل لك احترس من العادي ؟؟؟؟ و لكنكم لا تفهمون . لما لم تحاول ان تصنع بحياتك شيئا ما" ؟قلت له "انا واحدة مش واحد" فقال" ليس في ما بعد واحدة و واحد يا اختاه كله واحد و لا واحدالا الواحد" . قلت له" خلاص يا عم هل ستغني الواحد الواحد، فهمت و لكن قل لي فما يجب ان افعل بحياتي؟" قال "الم تري فلم ادفعها مقدما عن مساعدة الاخرين و صنع شئ فارق في هذه الدنيا؟؟؟" قلت له" يالك من ثعبان مثقف من هوليود .." قال "انا لست من هوليود انا من مخك الذي يحوي الكل و فيه كل شئ و ليس غيره شئ بالنسبة لك ". ثم نظر لي بغباء ... (اعني استطال عنقه و توسعت عيناه و من ثم تهدلت شفتاه )و قال" يا مرسل له انا شرحت لك و قد انتهي اختبارك و حان الاوان و لكن ابشرك انهم قالوا لي ان العمل مقبول و ان لم يكن باهرا فلم يؤذ احدا اذي لا يحتمل و ما اعترض علي شئ قط و كان كلامه حسب الحاجة" . قلت "الم تقل احترسي من العادي" قال" اي نعم و لكن هذا رأيي و ليس لي من الامر من شئ انطلق الي واد ذي زرع و لا تحزن"
استفقت ثانية قبل المحتوم و قلت لاولادي "احترسوا من العادي و لكن لا تجزعوا صاحب الامر واسع المغفرة"
قال ولدي الاكبر" منذ متي يا امي تدروشتي" فاجبت في هدوء لم اعرف به و انا معهم" يا بني بل الدروشة شئ لا يظهر فإن ظهر كان محض رياء". ظهر لي الثعبان و غمز :"اخيرا فهمت في الدنيا العادي هو السائد هو الكذب و قد احترست منه و لكن ليست المشكلة ان تفعل و انت لا تفهم بل كل المشكلة ان تفهم و توقن ثم الفعل حسب التساهيل يا نفس ،مبروك و عقبال الامتحان النهائي و لا يعرف احد كيف ذلك يكون" . اغمضت عيناي و قلت" بسم الله الرحمن الرحيم"
No comments:
Post a Comment