Sunday, September 06, 2009

البنورة

جلست و الخوف بعينيها.. تتأمل منزلها المقلوب..تنهدت تنهيدة احرقت قلب الام و نظرت بانكسار الى ما تبقى سليما من عفش صالونها الجميل. الكلب- نعم الكلب اخوها هو اصل كل بلاء و محدث كل التواء في حياة الاسرة المليئة بالمشاكل التاريخية - الاخ الصغير المدلل بينهم،و الحاصل على كل ما يشتهي حتى تلف امله و غاض حلمه في اتون الاهمال و اصحاب السوء.
قالت الام
- لا تحزني سوف اصلح لك كل شئ كما كان،
ثم رفعت عينيها بتردد لتجد عيون ابنتها تهرب منها فهي سبب وجوده هنا في المقام الاول.دخل الاولاد هبة وصالح الى الصالة و تجنبوا المرور على اى من العفش المبعثر حتى وصلوا لامهم التي مدت يداها و احاطتهم بها قائلة في حنو و عطف يشير الى قلبها الكبير وسعة صدرها،
- لا تخافا ابدا، خالكما فقد اعصابه و كثيرا ما يحدث كذلك في كل البيوت، هاها، اترون كيف اصبح المنزل مثل منزل توم بعد ان يدمره جيري؟؟؟
ضحك الطفلان و افتر ثغريهما عن براءة و اصوات تعيد الارواح الكابية الى الحياة
- صحيح يا ماما، خالو جيري و احنا كلنا توم
تدخلت الجدة بحدة زائدة قائلة
- لا وعى و لا كان ، توم ايه؟؟ قول شوم ..قول بوم .. قول...
قاطعتها حلوة بفتور و لكن بحزم
- يا امي لا تحمليهم مالا يفهمون ، هو خالهم رغم كل شئ و هم يحبونه.
انثنت تنظر الى اشيائها ثم استجمعت قواها و قامت مخلية الطفلين للام.
- هيا اجلسا مع جدتكما في الداخل حتى اعيد تنظيم ما افسد خالو جيري ، و لا تفضلان مساعدتي؟؟
ارتفع صوتهما بالايجاب .
- نعم نعم نساعدك و نلعب في آن واحد.
مر بخاطرها ان مساعدتهما تنطوي على وجع قلب اكثر منها مساعدة، ولكن كبر عليها الكسر بخاطرهم بعد الرعب ا لذي عانوه من خمس دقائق.
- حسنا حسنا هيا معي.. ارفعا السجادة حتى نستطيع كنس الارض بحرية.
- حاضر ماما ،ماما ينفع تكون السجادة دي سجادة سحرية.
- نعم حبيبي ..
اضافت ضاحكة ..
- سحرية قوى دي عشان اجيبها عملت حاوي.
- قولوا معايا..
قالت الجدة..
- ارفع يا شمهورش!!
رفع الجميع السجادة، و حالما بدأوا في ازالة العدوان ،ارتفعت معنوياتها المرنة منذ المولد بحيث استوعبت كافة البلاوي ا لتي اصابها بها افراد الاسرة واحدواحد .. و بدأت في الغناء و مع العمل وجدت ان معظم الاشياء سليمة ولم تتضرر بشكل كامل الا البنورة.

في داهية ، فكرت حلوة، بسيطة والمهم انا و عيالي و ماما بخير.. يجب ان اسأل الشيخ على حكم هذا الاخ الوغد..
رفعت صوتها بالسؤال لامها ، التي رمقتها بعنف و لكنها آثرت الصمت و لم تعلق. ماذا سيقول الشيخ اكثر من الشيوخ الذي سألتهم من قبل فأجابوا ان الادب و الدين يقضي بالصبر على رجال العائلة و ان اخطأوا و التماس الاعذار لهم. في بعض الاحيان تعتقد ان جميعهم يعمل حساب ليوم مماثل يصنع فيه مثل ما صنع المشكو.

وجدت حلوة الصمت الموحي من امها فسكتت و التفتت الى ما بيدها ،و للغرابة انتهي التوضيب حالا و بدا كل شئ كما كان.. و كما هي عادتها التئمت جروحها في ثانية واقل ،و عادت كما هي صفحة بيضاء ،و نست تماما خطتها بشكوى الاخ المدلل كأنها كانت اضغاث احلام تتذكر ها لمدة لا تزيد عن دقيقة بعد استيقاظك.

التفتت الى الام و هي تضحك وقالت :
- بس البنورة دي فقر من يوم ما جت عاوزة تتكسر.
ردت الام بانكسار،
- بس خسارة يا ابنتي
اكملت حلوة..
- خسارة في مين ..فدانا و فداه اهي حتة قزاز ..فاكرة لما صالح اتكعبل و عورته ..يا شيخة دي فقر باقولك.
نكست الام رأسها و فلتت منها عبرة مؤلمة فرأتها حلوة و قالت:
-مالك يا ماما انا قلت حاجة
- ابدا يا بنتي بس كأني واقفة بعد مصيبة من بتوع ابوكي باقول نفس الكلام، العمر مر قوي
- يا ستى اهو كله محصل بعضه ، تعالي لما اعملك كباية شاي تنسيك اسمك.. قلت ايه يا ام ام؟؟؟
-قلت الحمدلله عليكي وعلى عقلك و رينا يهدي الجميع

انطلق الاربعة الى المطبخ تاركين المنزل كأن لم يصبه شئ و في هواءه سلام غريب، ترددت الضحكات من المطبخ و غمرت رائحة الشاي الرائعة الدافئة جنبات المنزل و عم السلام.

No comments: