باغتني النوم و انا في السيارة فرفعت صوت المسجل و بدأت بالدندنة بصوت مرتفع علني ابقى عيناي مفتوحتين ولكن كانت محاولة فاشلة تماما ، انزلق جفناي رغما عني حتى شعرت عليهما بثقل يماثل ثقل فيل بمبي لو كنتم تعرفون ما الفيل البمبي. انتفض رأسي بلا وعي ،و قلت في نفسي بصوت مرتفع
- فيل بمبي !! انا اقف هنا افضل بدل ماقف في الاسعاف..
ضغطت بقدمي على دواسة النقل ثم ابطئت السرعة و جنحت الى يمين الطريق حيث امتد شريط صغير من التراب حاذيت عليه السيارة و اقفلت النوافذ بإحكام ثم استسلمت للنوم.
بعد وقت طال او قصر سمعت طرقا على مخي بدا لو كان يأتي من مجرة اخرى باستخدام مطرقة من ضوء القمر ذاته.. جذبت روحي بصعوبة من براثن النوم الغاشمة وطفوت في بطء قاتل الى سطح الوعي حيث وجدت ظلام حالك افقدني اتزاني فكدت اقذف ما في جوفي.. حاصرني الظلام كأنه موج فوقه موج من الظلام المركب فكأني جنين في بطن حامل تقبع في غرفة تحت الارض احترقت اضاءتها منذ شهر و الغرفة محاطة بستائر سوداء ايضا. مددت يدي - كما يفعل كل مرعوب يحترم نفسه - لتصطدم بالزجاج الامامي بعنف ايقظني من النوم داخل النوم ، و فتحت عيناي اللتان اعترضتا على هذا الهراء و حاولت احداهما ان تقتني من الالم فيما زرجنت الاخرى و ابت ان تفتح الا شرطة صغيرة جدا بحيث لمحت ما يشبه فولدمورت امام الزجاج الامامي فصرخت صرخة افزعت فولدمورت و كانت لتفزع امنا الغولة لو كانت حضرت الموقف.
انتفض الرجل الى الوراء و الاعلى فسقط في منظر مضحك جعل قدماه فوق رأسه بميل بحيث وقع في جنب السيارة حيث اراه بوضوح .. فانزلقت اللاسة و الكوفية التي جعلته مجرد رداء بلا بناء و اوحت لي بالمنظر المرعب.
- ايه يا خينا..يعني نايم في السكة و كمان مجنون
- ما تحترم نفسك .. مجنون ليه مش شايفني نايم بتدق عليا ليه
- خفت لتكون ميت ياخويا..مانا مش ناجص بلاوي.. لو عايز ابيع لك شوية من عندي
تبسمت رغما عني و فتحت عيني لآخرها
- ما تزعلش يا بلدينا..
كان كل ما سبق بأعلى صوت حيث اني لم افتح النوافذ بعد..
وضعت يدي على رأسي و مسحت شعري الاشعث و بدأت افتح النافذة، و فجأة وجدت الرجل بداخل السيارة بجانبي.. انقلب حالي و كدت اصرخ مرة اخرى لولا ان وضع يده على يدي قائلا
- ما تخافش.. العربية مفتوحة و عشان كده صحيتك.. خفت حد بن حرام يجي يعمل فيك حاجة
- ا لله يكرمك ، قلت في قلق و خيفة و الافكار السوداء في رأسي عن كل السفاحين الذين قالوا كذلك لكل عابر سبيل حتى وصلت رؤوسهم - عابرين السبيل - الى اقرب ترعة،
- بس انا كويس دلوقتي ممكن امشي من فضلك؟؟
- تمشي بس آخد حقاتي الاول
- حقات ايه يا عم .. انت ليك عندي حق
- امال؟؟ مش انقذتك من السكة و مخاطرها ؟؟ مش كان ممكن اكون فولدمورت؟؟
نظرت له في ذهول.. فوجدته ينظر بمكر و ضحكة كبيرة مرسومة على شفتيه، شعرت برعب مركب و بدأت مفاصلي في الارتعاد.
- انت مين ؟؟
- الم تعرف بعد انا مين يا استاذ؟
- اعرف منين يعني ؟؟
- تعرف و نصف كما تعرف اسمك بالظبط
- بس ايه اللي جابك عندي
- عملك او املك او جملك .. او ولا حاجة خالص غير انك نايم في السكة لوحدك و انا احب اتكلم مع اللي زيك
بدأت اشك اني نائم لازلت و فكرت في توجيه صفعة كبيرة الى وجهي توقظني
- لا لا انت صاحي وا نا صاحبك حبيبك لكن لو زعلتني حاطلع القرون و المخالب و الذي منه
- لا لا ازعلك ليه هو انا اقدر.. نعم فيه حاجة؟؟؟؟
- فيه حاجات..ليه بتكرهوني .. انا غلبان و مطرود من الرحمة الالهية للابد.. ا نا ناقصكم؟؟
لعنت الساعة التي خرجت فيها من المنزل و السهرة الغبية التي سهرتها و لم تكن حتى لطيفة..
- كيف احبك و انت تكرهنا و تتمني عذابنا جميعا
قال في مسكنة و ضعف
- مش ابوكم جه اخذ حظوة و هو ما يستاهلش كل كده ا ساسا
- يا عم انا لا لي دعوة لابابويا و لا عمي انا عاوز اروح بيتي
اردف قائلا
الله مانت طفشان من بيتك من بدري و من سنين ، دلوقتي بقى حلو ؟؟
نظرت له بغلب و سألته عن حدود معرفته ببيتي و الذي منه
قال في زهق
- اعرف كل حاجة عنك اصل احنا مسموح لنا بالدخول من نقاط الضعف و المشاكل و بالتالي مسموح لنا بالاطلاع على ملفاتها الخاصة بكل الناس
- طب انت السبب في المشاكل دي ؟؟
- شفت بقى بتكرهوني ليه.. لا طبعا انا بس بأزود في البرنامج المفتوح ليا سطر يزق العوج في سكته.. انما طالما سمعت تبقى انت كنت عاوز زقة بس، احنا زي فيروسات الكمبيوتر ، ما بنعملش البوظان . بس بنقول للبرنامج الاصلي ينسخ البوظان اللي فيه
- يعني ايه
- يعني يا جميل انتو الداء والدواء و كله منكم فيكم .. كابيتو
قلت في بالي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم و نظرت للمقعد بجانبي فلم اجد احدا. دورت السيارة و طيران على بيتنا..دخلت على البيت بنشاط و سرعة.. رفعت زوجتي في الهواء و قبلتها .. نظرت لي في ذهول..
-مالك ياراجل
-ماليش باظبط البرنامج
- لا حول و لا قوة الا بالله
No comments:
Post a Comment