Thursday, June 30, 2011

و اذا المساجين العسكريين سئلوا بأي ذنب سجنوا؟؟

و اذا المساجين العسكريين سئلوا بأي ذنب سجنوا؟؟




مقدمة قبل الحديث عن لؤي و غير لؤي:

من حيث المبدأ و الاصل فلا فارق بالمرة بين الجاسوس خائن الوطن و من يقتل و يعذب ابناء الوطن تحت اي يافطة او مسمى ، بل يعد الجاسوس افضل نسبيا ممن يعذب و يقتل اخوانه و اخواته و ابائه و امهاته من بني وطنه ، ذلك ان الجاسوس قد يتسبب بخيانته- مستقبلا - في تعذيب او مقتل بني وطنه او الضرر بهم افتراضيا و لذلك يتم ايقافه و اعدامه ، فما بالك بمن يقوم فعليا لا افتراضيا باختصار الطريق و ايذاء و تعذيب و قتل بني الوطن بيديه مباشرة؟؟

كرم الله الانسان و حرم الاضرار به معنويا او جسديا او بأي شكل كان، و استحلت الدول حديثها و قديمها ذلك باسم الحفاظ على الدولة : اللي هي النظام :اللي هم الحكام ، في حين ان الشرع و الدين والعقل و المنطق و الانسانية والمواطنة تؤكد ان الدولة والوطن هم المواطنين فقط و لا غير ، فكل من اذاهم عميل خائن لا يستحق الإ القتل جزاء لخيانة الامانة و الاضرار بشركاء الانسانية والوطن بشكل مباشر او غير مباشر.

و ليست الدولة كائن هلامي مقدس يجب الدفاع عنه بدون تعريفه بوضوح بل ان الدولة (بمفهوم الحكومة والنظام ) مجرد مجموعة يوظفها المواطنين و هم الشعب لخدمتهم و القيام بامورهم و بذا فوظيفة الدولة (من حيث هي الاخرين بالنسبة لكل فرد ) هي خدمة كل المواطنين و الحرص عليهم كأنهم اولادهم و هم اولادهم بالفعل ، فاخدمك انا من موقعي كطبيبة باخلاص و احترام تام ،و تخدمني أنت من موقعك كشرطي بإخلاص و احترام تام، و يخدمنا الحاكم بحكمنا بالعدل ،و يخدمنا المعلم بتعليمنا و تربيتنا، و نخدم المعلم في سائر شؤون الحياة ، و هكذا دواليك كلنا في اماكننا نخدم الاخرين و هم بدورهم يخدموننا من اماكنهم ، و الكل للفرد و الفرد للكل و لا مشروعية من اي نوع لظلم الفرد باسم مصلحة الجماعة حيث لا يوجد فرد غير منتم للجماعة حتى يستفيدوا بظلمه بدون ظلم انفسهم . الخلاصة ان ظلم الفرد هو هدم للدولة .

و الادهى وما يحدث للدول عندما تغيب قيم كرامة الفرد و عزته الانسانية و حقه في المعيشة الكريمة بوصفه هو الوطن في حده الاصغر و الوطن هو الفرد في حده الاكبر : ان الدولة التي تظلم فردا اليوم باسم مصلحة الجماعة – التي تحددها القيادة الملهمة طبعا - سوف تستدير على الاخرين غدا بنفس الحجة و بالتدريج نتعرض جميعا للظلم بنفس الشعار المضلل عن الاوطان و البدنجان ، في حين انه في الواقع و على الارض فالوطن هو نحن و لا احد غيرنا ،و لا معني للوطن بتاتا خارج اطارنا و فرديتنا و كرامتنا و معيشتنا الحرة المتحققة التي تجعل من الوطن ككل مجموع افراد متساوون في الحقوق و الواجبات في اطار و سياق عملهم و مكانهم و عمرهم و عملهم.

اما فيما يختص بلؤي، فهو اخر المقبوض عليهم والمحالين للنيابة العسكرية المحفوظة للشعب المسكين مع احكام باترة قاطعة بلا نقض ولا ابرام و بالسنين الطوال لأنهم شعب و الشعب رخيص و منه كتير كتير ، اما الناس الحلوين اصحاب اصحاب الامر والنهي هنا ، فهم في حصن مكنون و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة و بدون اي تصوير حفظا للمقام العالي للحكام و اصحاب السلطان عشان تعريضهم للتهزيئ قد يعطي الشعب املا في ان يتساووا يوما مع السادة و يرونهم – بعد ان قتلوا و باعوا و صاعوا و ضيعوا و اضاعوا شعبا باكمله بسلطاته ببابا غنوجه- في الحبس او مكسورين او متبهدلين .و ذلك لا يصح يا مؤمن عشان الناس دي برضه ندرة و لقية و لا يسهل التفريط فيهم عكس الشعب و هم الكلاب الجربانة اللي بيحكموها و يسلطوا اعلامهم و طبالينهم يخونون شبابه و يسرقون وعيه ، و ما اسهل قتلها او نشها بقناص او ضربها بالرصاص او بيعها للنخاس او التخلص منها و من دوشتها و خلاص..و هم الشعب الذي لا يعني للكبراء شيئا مع انه والله يا مؤمن الشعب هو من يؤكلهم و يشربهم و يهننهم و يصبر عليهم و يغفر لهم و يدفع ضرايبهم و يخدم حبايبهم و يموت في حروبهم و يتبهدل في سجونهم ، و النهاية التي يتحصل عليها الشعب هو انه يتم التخلص من الشرفاء في ثانية و بمنتهي الحسم و الصرامة في حين يتم الطبطبة على الحرامية والارزقية و الاخوة المهلباتية بمحاكمات حقيرة تمتد شهور و سنوات و لا يعرف الشعب من ادلتها و لا مرافعاتها و لا اسرارها شيئا ، فبئسا لكم و لاحكامكم قاتلكم الله جميعا.

يا شعبي الحنون الطيب.. لا تنتظر من الاخوانجي الشاطر و لا ابصر مين الخايب و لا من الجماعة و لا السلفيين البحث عن حقوق المساجين و المظلومين ، فهم مجرد شحاتين ينتظرون فتات الحكم من السلاطين و الله من وراءهم محيط.
يا شعبي الغلبان المنسحق بالجهل و التضليل و فلوس الخليج و حشيش اسرائيل لا تنتظر النجدة من مرشحين رئاسة يخافون الدفاع عن المظلوم – باستثناء بثينة كامل التي نزلت الميدان ، و البرادعي باحاديثه عن التحقيقات كل مرة كأنه ينتظر السمنة من كبد النملة، و ايمن نور اللي ابنه اتعور – و يريدون ان يتركوا في حالهم لكي يتحدثوا عن العزة العربية و تحرير القدس و اولادهم في المعتقلات ظلما و جورا .

يا شعبي الجميل الاصيل الذي اظهر الميدان اطيب معادنه لا تنتظر العدل ممن احترف العمل مع الحرامية و ذيول امريكا، لا تنتظر حرية ممن لا يعرف سوي القمع و الخرس و الطاعة ، لا تنتظر حرية من احد بل اقتنصها بنفسك ..و انت على ذلك قدير.

يا شعب مصر ياللي سابقة ضحكته غضبه… كفاية ضحك بجي حان وقت العمل و الوقوف خلف المظلوم عشان هو انظلم النهاردة و انت حتتسحل بكرة و ما الستين سنة الماضية عنك ببعيد..

يا شعب مصر يا حبيب القلب برجالتك و سيداتك و بناتك و شبابك و عيالك و قهقهات المصري العجوز بلا اسنان على النواصي تشع بالرضى المعشش في قلوب بيضا ككف الصباح.. الفرصة و ربنا بعتها ما ترفسهاش.. فرصتنا نتحرر و نحرر الجميع معانا.. قول معايا ::


لؤي و غير لؤي حر و مظلوم
لؤي و غير لؤي يطلع من الكراكون
لؤي و غير لؤي مصري كرامته حنصون
المصري مش مداس
المصري جدع و يصون
افرجوا عن المسجون و اسجنوا رئيس الشوم
الحرية للؤي و لغير لؤي و لا للمحاكمات العسكرية

عشان لما المساجين تتسأل بأي ذنب اتسجنت نلاقي حاجة نقولها يا شعب مؤمن بالله .. اتقوا الله

Monday, June 20, 2011

اضلاع مثلث التحرش: عرض ام مرض:

http://katooba.blogspot.com/2011/06/blog-post_20.html اضلاع مثلث التحرش: التحرش عرض ام مرض

التحرش هو الاساءة بالنظر او القول او الفعل لشخص في الطريق العام بلا وجه حق.
يكثر التحرش مع انتشار الانحطاط الثقافي و التفكير اللائم للضحايا طالما كانوا بلا ظهر و لا حماية من المجتمع الفاسد، و يكثر في المجتماعات التي يتدني فيها سقف الحرية حتى يكبس فيها على نفس الناس فيتحولون الى وحوش بقلوب حجرية و وجوه ادمية.

التحرش مثلث يضم المتحرش و هو المجرم اولا واخرا سواء نبع اجرامه من ظروف سيئة او محض تربية قذرة او سفالة طبع، و المتحرش به او بها و هو الضحية مهما لبس او فعل او قال او نظر ، و المجتمع متمثلا في المحيطين بهما في الحياة و الامن العام المنوطج به حماية الضعفاء من الاقوياء و المسالمين من المعتدين و الاطفال من الكبار و الآمنين من القاذورات البشرية المنتشرة على سطح بركة كل مجتمع و لو كان من الملائكة المجنحين.
اما عن الضلع الاول من المثلث فنجد رد الفعل العادي دفاعا عن المتحرش و اللوم على الضحية هو انها على خطأ بمجرد وجودها في الشارع ؛و الرد المفحم لهذا المنطق المعوج هو ان وجود الناس في الشارع بما يرضونه من ملابس و مظاهر بلا ادنى تدخل من الشارع هو حق غير قابل للنقاش ، فمن لا يقبل ان يفرض عليه الغرب في بلاده العري او خلع الجلباب او حلاقة ذقنه او كشف شعر زوجته عليه ان ينخرس حينما يجب عليه العكس في بلاده، و ليس خطأ عارض السلع في الفاترينة انه يغري السارق و الحرامي و الهجام و النصاب، بل يؤمن الجميع ان مكان الحرامية السجن مهما كان جمال المعروض عليهم و درجة حاجتهم له، وما عليهم الا الاكتفاء بما رزقهم الله ، اما عند الانثى فيطمس الله ابصارهم و يجعلهم يلقون باللائمة على المجني عليه صاحب المعروض (و هو الانثى الكاشفة او الغير كاشفة عن شئ من جسدها ) عندما يسرق احدهم شيئا منه ( المتحرش بها التي يسرق منها المتحرش كرامتها و حريتها و عرضها ) حتى لو احتاجه السارق لياكل و يعيش ( لينفث كبته الجنسي و غرائزه المقبولة بلا حرج) – ايا كانت درجة استفزازه – ( وهو جسدها او وجودها نفسه في الطريق ) . و لا شك ان حاجة المرء للطعام و الشراب و العلاج اكبر من حاجته للجنس في رأي كل عاقل . وبالرغم من هذا يؤثم المجتمع الحرامي و السارق و يجرم المتحرش بها لعوار في تركيبته العقلية و النفسية نابع من اظطهاد و سوء تربية و انحراف في فهم الشريعة ساعدت عليه انتشار الثقافة البدوية التي ترى المراة الكريمة هي المرأة الميتة بلا خروج و لا دخول و لا كرامة ولا حقوق .
اما الضلع الثاني فهو المتحرش و هو انسان واطي عديم الرباية و منحط الاخلاق و عديم الضمير، يلام على بهيميته و سوء ربايته بنفس القدر الذي يلام به المجتمع الذي لا يربيه في الطريق نفسه بكلمة عيب من كل عاقل فيه، و قد اختفت كلمة عيب من قواميسنا و ساد قانون الغاب منذ تركت الشرطة الشارع لسطوة الاقوى والاعلى صوتا في كل شئ وصارت حماية للحكم و جزء من منظومة عسكرية ترى الامن الوطني بمفهومه العسكري المخابراتي هو الامن أما امن الشعب الذي يدفع الفواتير ويعيش على قفاه الحلاليف شئ لا يهم احدا بالمرة.

اما الضلع الثالث و هو المجتمع فقد انحطت اخلاقه كلها مع تفشي التدين الظاهري الخليجي الذي لا يفتش الا عن رداء المرأة و شعرها و منع الاختلاط و لو انتشرت في المجتمع كل مباءات الدنيا عيانا بيانا، و هو الحاصل في تلك المجتمعات، و بالتالي يتبدي بوضوح ان مجتمعا مثل السعودية مثلا لا تأمن فيه على بناتك او صبيانك في اي وقت – رغم كمية منع الاختلاط الغير مسبوقة و المبالغ فيها - هو اكثر مجتمع عربي تنتشر فيه الرذائل كلها بشكل مفضوح و معروف (و ذلك لأنك ان سددت المنافذ الطبيعية للحياة وجدت الحياة طريقا منحرفا و معوجا لتسير كما تشاء ،و لكن على ان يغض الجميع عنها البصر في اتفاق دنئ منحط يهوي بالاخلاق والانسان لحضيض النفاق و البلادة الحسية كراهية النفس السوية) .

اذا و بناء على ما تقدم ،فلا يعالج منع الاختلاط او الغطاء التام للمرأة وجها و جسدا مشكلة التحرش او يحد منها، بل على العكس يزيدها و يفاقم منها.
ازيد على ذلك بأن الستينات -مثلا- في المجمتع المصري كانت عهدا بلا تدين مظهري يخلو من فهم الجوهر الاصيل للشرع و لا فهم حقيقي لمقاصده و سمو الاخلاق المطلوب من المتدين قبل اي شئ ، و لم يعرف فيها التحرش بهذا الشكل مما يدلل على ان تلك المنظمومة الاجتماعية التي كانت تسمح بالاختلاط بين الجنسين و التحرر في اختيار الملابس ساعدت على تنفيث الغريزة في مكانها الصحيح ، و تلك الحقيقة اذا تزاوجت مع مجتمع شديد القسوة في التعامل مع قلة الادب، و ثقافة تعامل و تسامح ،و فهم لاهمية الصداقة والغناء والرحلات و غيرها في حياة الشباب مع التواصل اليومي بين الشبان و الفتيات و قد ادي كل ماسبق الى ارتفاع مستوى الذكور الذهني و الغريزي حيث يتم ممارسة الذكورة بشكل اكثر تحضرا و مدنية و اقترابا من مقاصد الشرع ايضا في حماية الاعراض و سيادة الامن الاجتماعي عن طريق مساواة الجنسين و تواصلهما العفيف غالبا المشوب باللمم احيانا و المحفوف بالسعادة في كل حال.

يثبت ذلك شهادة امي التي عاشت وعملت في انجلترا لمدة خمس سنوات لم تتعرض فيها مرة واحدة للتحرش اللفظي او الجسدي او البصري وذلك للحرية المطلقة التي ترفع شأن الانسان فيشعر بضرورة الالتزام بالادب و المساواة بين الجنسين التي تجعل التحرش تدني يدفعك خارج منظمومة المجتمع المحترم و رجل الشرطة السائر الموجود في كل ركن لحماية المواطن – و هو كل من دفع الضرائب و لو مؤقتا – و رعايته في كل امر اثناء وجوده في الشارع او الامكنة العامة او الخاصة .

اذن التحرش عرض لمرض و ليس مرض اصيل، و العلاج السديد هو الحرية الانسانية السياسية الاجتماعية الدينية التي ترفع من رعي الانسان ،و نشر الشرطة في كل شارع بلا سلاح الا عصا صغيرة لحفظ الامن ،و السمو الانساني النابع من التعليم الجيد و الحصول على حقوق الانسان الطبيعية في المأكل و المشرب والملبس و المسكن والعلاج والتعليم و كل ما سبق هي السبل التي تجعل التحرش شيئا من الماضي.
اما في الوقت الحالي ، فعلى كل من يتحرش بها رجل ان تنزل عليه بكعب الجزمة او الصندل و تفضحه على رؤوس الاشهاد مع تجريسه بكل شكل ممكن ، و ذلك حتى يأذن المولى و يتم نشر ثقافة الحرية والانسانية و المساواة و كرامة الفرد، ويتم نشر الشرطة في كل شارع لتكبش كل بذئ من قفاه و ترزعه ست اشهر ، وحبذا لو تزامن ذلك مع تخصيص جريدة يومية لفضح من يتكرر تلبسه بهذه الفعلة الشنعاء حتى ينفضح مع اهله و يستعرون منه فيتوقف منبع البجاحة المستشري في مصر و النابع من انعدام العقوبة التي توقف المذنب فعلا و هي منذ فجر الخليقة و هي التعزيرالاجتماعي المتمثل في الخشية من التجريس و الحط من منزلة الاهل.

ادي المتحرش على قفاه و افقعيه على وشه بالجزمة
ده بني ادم عرة و عرة اللي رباه و ما لهش اي تلاتين لازمة
.

Saturday, June 18, 2011

عشان الفقراء اولا لازم الدستور او شئ ثابت عشان يتكتب في العقد ان الفقراء اولا

ضرب مقال ابو الغيط قلبي في مقتل بصور شهداء الفقراء – في تصنيفه لهم- مع ان بعضهم يقبض يومية تزيد عن يومية الطبيب والمهندس العامل بالقطاع العام ، الذي اطلق عليهم وصف لا اعرفه و لم اسمع به ولكني ادرك معناه طبقيا و فكريا و هو انتماء اصحاب الصورة لفئة العيال الذين يعيشون على هامش الحياة ماديا و ينتمون للكرة و اللعيبة و يعشقون السباب المقذع لبعضهم كطريقة حياة اكثر ما ينتمون لمصر كما يذكر في الاغاني ، و الذين تبدو على سحنتهم في الصور المأخوذة في دكان عم عبده او احمد او يسري المصوراتي مظاهر الفخار و محاولة رسم الجدعنة والانتكة و الشياكة و التميز في آن واحد مع اوضاع تصوير مثل وضع الاصابع على الذقون و رفع قدم فوق الكرسي او النظر باستعلاء على المصور الخ الخ…

و رغم تباعد الطبقة المتوسطة الاعلى او الادنى عن هؤلاء الشباب فكريا و عمليا ، فهم لازالوا جزء عزيز من هذا الشعب ظهر فوق السطح بمنتهي الجدعنة والفدائية بعدما وجد من يوجهه و يبدأ في الحرب عنه بإخلاص فقرر فورا الالتحاق بالركب بل و القيام بكل الاعمال الصعبة التي لا يتقنها القائمون باطلاق شرارات بدايات الحركة - مثل احراق العربات و سحل الشرطة القاء المقذوفات عليهم و غيرها مما عجل بنجاح الثورة نجاحا ساحقا ماحقا يوم 28 يناير و ما تلاه - ،و هم العيال السيس الذين لا يحتاجون الثورة من الناحية المالية و يعيشون في مستوى جيد سمح لهم بالشعور بالاخرين و بمحاولة الاعتراض على ما يتعرض له اكثر المصريين يوميا ، و هو الشعور الذي لم يسنح لاقرانهم المغموسين في حياة اليوم بيومه التي تستهلك الشعب المصري المسكين كله حتى لا تترك له مجال لاظهار عراقة محتده و نبل مقاصده.

سنحت لهم تلك الفرصة بعد ان فتح لهم شباب الحركات الثورية الباب بفدائية يحسدون عليها و وقفوا في الشوارع عزل الإ من كرامتهم و صرخات قلوبهم الحزينة على بلادهم و اهلها الغلابة، و لو تركوا للشرطة لدمرتهم في يوم او يومين و لكن عندما اخلص احدهم النية لله – وليس للتفاوض مع سليمان ولا الركوب في البرلمان – و اخلص في رغبته في تحسين اوضاع غيره رغم استغناءه – مثل كل شباب حركات الوطنية للتغيير و ستة ابريل و نوارة نجم و ابراهيم عيسى و البرادعي و مصطفى النجار و غيرهم مما ظهر في صدر المشهد و تم سحل بعضهم على السجون في يومها – و كلهم مستغن و مستور و لا يبدو محتاجا لثورة بالمعنيى المفهوم ، وفقهم الله فورا و رأي فيهم الشباب الفقير و الشيوخ و النساء و الجميع املا حقيقيا و قلبا محبا و روح صافية فهب الشعب الذي شخصه الاطباء بالموت الاكلينيكي الجماعي هبة روح عظيمة شامخة واحدة فدمروا قوات العدو في ساعات عدة و قاموا بحماية العيال السيس والكتاب والمثقفين و اليساريين الذين خرجوا لا يعرفون المآل فوقف لهم ربهم اهل شعبهم يفادونهم و يحمونهم و يدخلونهم البيوت هربا من العسس و يسقونهم الماء و يقذفونهم ببصل الانتصار على الغاز و يدعون لهم و يقولون لفتى امام مدرعة تقذفه بالمياه كلمات نزلت على صدري بردا وسلاما و قلتها معهم " جدااااااع جدع جدع "، و لذا فالثورة اشعلها السيس و حماها الشعب الذي قالوا عليه خسيس فاثبت انه الرئيس الحسيس النميس الجامد قوي ، وكان لب المشهد و جل من مات امام الاقسام مغدورا مقتولا برصاص الخسة والجبن في سويداء القلب و الاعين و الجماجم هم عيال الحواري الذين لم يحصلوا من مصر و اغانيها و خيرها سوى على رصاصة و كفن و تجاهل اعلامي و حقارة تتمثل في عدم عقاب القتلة حتى يومنا هذا .

خرج هؤلاء الفقراء النبلاء بكل غضب السنين و احتقان القلب بمهانة من يعلم انه يستحق افضل من هذا و ماتوا و اصيبوا و اهينوا احياء ا و امواتا كي يعيش من بقي على بينة و تتحرر مصر و اهلها و كي يعيش اهلهم الباقين افضل منهم و يكون للابناء و ابناء الاخوة و الاخوات حياة افضل منهم، خرجوا بشعور ان باطنها خير من ظاهرها لنا ، و كافأهم مولاهم بالشهادة او الاصابة .

جزاءهم عند ربهم ولا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و لكن الحزن لمن بقي يشاهد المسرحية تتم فصولا و القواعد تعود لاصولها الخربة و كل جبان قاتل لابث في القسم او المركز او الوزارة بلا حساب، الميزانية خربة و الدعم لغير اهله و الجامعات يعمها الفساد والمحليات باقية بقاء السوس الناخر في جسدك يا مصر ، من بقي حيا يرى دماءهم الزكية ضائعة بلا نفع لهم ، و الفقراء لم تتحسن ظروفهم الفعلية خطوة واحدة.. لدرجة جعلت ابو الغيط يسب فصيل ممن قاموا بالثورة بأنهم ولاد كلب عشان الفقراء اولا…

اقول له هل تعلم لما كان يقال كل ساعة الفقراء اولا و لا يكون ابدا الفقراء كلهم؟؟؟ عشان مافيش دستور او عقد يقول انه غصب عن عين التخين في مصر على كل انواع التخان.. ان الفقراء اولا ..ليس الدستور لعبة ولا سد خانة بل هو العقد شريعة المتعاقدين الذي يوجه كل التصرفات فيما بعد و يسمح بحساب المجرمين، اما ترك الامور سداح مداح فهو قمة الاستغفال .. اما عن العدالة الاجتماعية فتسبق القوانين و تعلو عليها حتى تتحقق بدستور او بدون.. ليست المعركة على الدستور بل على شكل الغد..

لسنا نحن ولاد الكلب يابو الغيط..ولاد الكلب هم من فرقونا حتى الان الى اسلاميين و غير ذلك في الاستفتاء..ثم الى يسار و يمين ثم الى مخلصين وجواسيس ثم الى مسلمين و مسيحيين و اخر كرت هو اغنياء نخبة و فقراء مساكين.. ليست النخبة من قمعكم و سرقكم و نهبكم واذلكم ..ليست النخبة هي من اعادت كل شئ كما كان و لم يتغير في قوانين العدالة الاجتماعية شئ ..ليست النخبة هي من اصدرت قانون الاضراب و التظاهر .. و ليست النخبة الإ ناس حركوا و اثاروا هذه الثورة و تبعها الشعب باحسان.. التفريق بين الشعب و نخبته هو القاءها الى الذئاب كما فعل ناصر من قبل.. ضاعت مصر يوم ضرب السنهوري بالجزمة .. لا تضربوا النخبة بالجزمة و اعلموا ان كل شعب لابد له من نبراس و الإ ضاع في الكلام والشعارات ..

لسنا اقسام و لسنا اعداء و عدونا واحد و مرادنا واحد و هو تحرير هذا البلد من الافاقين و الكدابين و السارقين و بياعين الهوا ، الفقراء اولا يا ولاد الكلب… ان لم نتحد و يحترم الشعب نخبته التي حاولت ما استطاعت و يحترم النخبة شعبهم الذي نفعهم و نجدهم حين البأس فلا فائدة و لا رجاء…

عشان الفقراء اولا .. القانون اولا يتغير .. و القانون عاوز دستور و الدستور عند المسؤول و المسؤول وقعنا في بعض .. و البعض مش عاوز يفهم.. ها نقول كمان؟؟؟؟

Thursday, June 16, 2011

لا تعتصم و لا تتظاهر ، بعد الثورة أنت تتاخر

كانت ثورة مصر مميزة في العديد من الأوجه التي يطول شرحها و يحتاج إلى مجلدات عدة،لكن من نقاط تميزها العجيبة أنها لم تسيطر على الإعلام ،و بالتالي لم تسيطر على حاجة خااااااالص.
وقف من بيدهم الأمر انتظارا لتغلب الوضع القائم على الثوار بأي شكل، ثم ارتضوا تنازل فتنازل حتى اضطرهم الشعب لخلع الرئيس و تخليه وتنحيه، و لكن كان هذا نذير بتسليط الإعلام المسعور على الشعب المسكين مع الاضطراب المصنوع والأمن الممنوع و التخويف و الترجيف ليل نهار في تليفزيون الندامة حتى ضغط الشعب على الثوار و اظهر لهم العين الحمراء ان لم يتركوا الميدان الآن ، فقد حققوا المستحيل و خلعوا الرئيس المفدى و كفاية قوي كده عليهم، و يروحوا بقى عشان يبقى كل شئ كما كان مريحا لطيفا خفيفا ويتم من يومها مساومتهم على كل خيط و إبرة و كستبان يحتاجونه لخياطة ثوب مصر الجديد بعد ما قطعوا ياقة البذلة القديمة ، و لكن، واه من لكن ، من يومها و لم يقطعوا من بقية البذلة شئ و كل شئ كما هو و الياقة الجديدة جاية كمان.
قطع الإعلام أوصال هذه الثورة عندما تركه الثوار في يد الآلة التي سخرها و عمرها و كرمها مبارك طوال حكمه، الإعلام ألب الناس على الثوار و جعل ما كان يمكن تحقيقه في يوم بعد 11 فبراير الآن سراب و أماني نتمناها على من بيده الأمر و ليته يرضى!

و لكن بالعودة للنقطة الثانية و هي قانون الإضراب و الاعتصام الذي لم يجرؤ مبارك على سنه، و سنته حكومة ما تسمى بالثورة و التي هي لا تعرف الثورة من بعيد و لا قريب و هي مسلطة على الثوار رفيقة بالخلان و الأحباب ، حكومة لا تقوم بتقشف في الإنفاق الحكومي و لا تضع حدا أقصى لمرتبات المحاسيب و رجال السلطة و لا تحرر الإعلام و لا تنظف الشرطة و لا تحرر القضاء و لا تمنح الشعب حقه ، حكومة نابعة كما و كيفا من رحم نظام سلطوي عسكري بوليسي لم يتغير شئ من آلياته حتى لحظتنا هذه ، و بالتالي فقد فاقت مبارك جبروتا إذ تصدر قانونا يحرم الاعتراض على الذبح و الذل و السرقة و هدر ا لكرامة ، وليس للعمال أو غيرهم من سبيل سواها للفت النظر لقضيتهم ، قانون يتعارض مع حقوق الإنسان و مع ما أثبتته الثورة لهذا الشعب من حق النطق بكلمة لا مع الحفاظ على الجسد بلا فلكة و لا كهرباء ، و العائلة في المنزل و ليس في القسم، و الحق في الصراخ عند الألم و الانتفاضة عند الجوع و الاعتراض عند الظلم.

صدر القانون كصفعة على وجه الحرية و الثورة و الشهداء و كل من له فيها ، و لم يكن هذا ليحدث لو لم يكن الإعلام موجها مسلطا على الشعب ليبرر لهم قمع الحرية بلقمة العيش، الله، ماحنا من غير حرية بقالنا 60 سنة بحالها، فين لقمة العيش؟ فين الكرامة ؟ فين العدل؟ فين اي حاجة؟

لكن الحق ،و الحق أقول من وجهة نظري، لقد ضلل الإعلام الموجه سلطويا و المعضد دينيا من شيوخ السلطان الذي لا يظهرون في الحق و لكن فقط في موائد السلطان، ضلل الشعب الذي استخفه فرعون فأطاعوه حتى وجدت الكثيرون يجرؤون على النظر في وجهك و اعتبار القانون حق و واجب و عدل من اجل عجلة الإنتاج التي انتهت في مصر منذ تم تخريب الصناعة بالجهل و الدراسة بوضع صاحب الزعيم المفدى على رأس التعليم العالي ، حين صار العسكر يتحكمون في كل هيئة و وزارة و لجنة و مصنع فضاعت مصر في هزائم عسكرية و صناعية و دراسية و صحية متتالية : "عندما يكون رب البيت بالجهل ضالعا فشيمة أهل البيت كلهم الجهل".

و نعود للاصل في عله صدور قرار من أول و أحقر قرارات حكومة الندامة التي يقودها شريف ضعيف خفيف اليد في البطش ثقيلها في الإصلاح ، هو قرار تجريم الاعتصام والإضراب الذي لم يقم به المأسوف الذكر العسكري الرابع الذي حكم مصر و بانت كراماته عليها كما بانت كرامات من سبقوه . و العلة فيه وفيمن سبقوه و فيما يلي ملخص احوالهم.


كان اولهم مهابا جذابا جعجاعا- ولكن شريف لا يسرق- صاحب نظريات و كتب و احلام توسعية و افتكاسات عنترية (و اخلاص لاصحابه حتى رفعهم فوق خيرة الشعب و بدأ سلسلة اهل الثقة لا اهل الكفاءة) و استهانة بكرامة الشعب حتى جرؤ – العسكري الصغير السن و العقل - على معايرة هذا الشعب الذي رفعه و علاه و ثم عبده ورقاه ، بانه من منحه الكرامة،معاذ الله فقد كنا اصحاب كرامة من عهد عرابي و سعد و النحاس غصب عن عينه، ثم ضحك علي الشعب و قال له الشعب هو المعلم ،هاها ( علمتك الكرامة لكن انتم المعلم و اديكم بالجزمة لكن انتم المعلم ) فرضى الشعب بالكلام بدل الفعل و دفع الشعب الثمن ثالث و مثلث من مستقبله و مستقبل اولاده و لمدة 60 سنة بعد الزعيم المفدى . و كان من مآثره من قبل قد اعدم عاملين بعد قيام الثورة بشهر بشهادة ابي الذي كان ابوه يعمل في غزل كفر الدوار سنة 52( يعني انا بنت ناس عمال و فلاحين مش حاقدة على اسم الله عليه) ففتح عليهم النار وقتل صديقة ذو الاحد عشر عاما ثم اعدم العاملين الخميس والبقري ،ففعل بالشعب ما لم يفعله الملك في كل حكمه .
ثم توج الخراب المنهجي لمصر بسفه اشتراكي و تدمير منهجي لمقومات الحياة عن طريق تدمير كل آليات الإنتاج بعشوائية وتسرع بدلا من إصلاحها بقوانين منظمة لعملها لتحقيق المنافع مع تركها تعمل في آمان بشكل أدى - رضى من رضى و ابى من ابى - الى وضع بذرة دمار التعليم والصحة والأخلاق مع بذور تدمير القضاء و سجن الأدباء و السجون الحربية للنشطاء و الهزيمة النكراء التي أضاعت ثلث مصر – و تجد من يطبل له على أساس انه شريف و عفيف ، يخي يخرب بيت الشرف اللي بالشكل ده - و من ثم ترك مصر مهزومة مكلومة مضعضعة بغير دفة و لا قائد الإ عسكري آخر – هو جعله نائبا له - كان ذكاؤه الكبير و كونه خبيث و يعرف يخطف الكحل من العين و يفهمها و هي طايرة هي كل مقوماته .

قام هذا بعد استعادة كرامة الجيش بدم الشعب و الجيش بإلقاء كل ذلك في القمامة و بيع القضية و الارتماء في حضن الجماعات الإسلامية و السماح لها باختراق مصر بالفكر السلفي الوهابي البدوي الذي ما انزل الله به من سلطان، و من ثم معاهدة قميئة رديئة معوجة يشوبها العوار من فوقها و تحتها فاسترجعت الأرض بشكل مجتزئ و متهرئ و مهين لهذا الشعب الذي يستحق من فجر التاريخ حكاما أحسن ممن رزئ بهم و رفعهم فأذلوه و أعطاهم فمنعوه و أعزهم فخسفوا به الأرض و عذبوه.

و من ثم جاء خير خلف لأسوأ سلفين - و الثلاثة يشتركون في كونهم عسكر لا يعرفون سوى لغة نعم و حاضر و هي اصل من اصول عملهم و مهنتهم و لكنها في الحكم و السياسة هي أصل البلاء- فكان يتمتع ببلادة و برود و بطء و رعب و خوف من القيام بأي شئ، و عندا و جبروتا سلبيا شاع و ذاع حتى صار المصري العادي يحول وجهه عن الخطاب كي لا يرى الجرانيت المتمثل في النظرة الميتة والتعبير الصلف المتكبر و الجبروت النابع من الجهل و السطحية العمياء و قد غلب فيهم من سبقه- مع انه لم يضر مصر على المدى الطويل كما فعلا- بدلالات ان الثورة قامت في عهده و لم تقم للشعب قائمة في عهدهما الذي شهد بطشا اشد و جبروتا اكبر مع سيطرة إعلامية قذرة تمثلت في أغاني و أهازيج يومية أفاق منها الشعب المغيب تماما على نكسة لم تر لها مصر مثيلا منذ فجر ا لتاريخ و كفي بها عارا له و لشلته و لمن خلفه و لمن عظمه، فقد سمح مبارك (غرورا منه و قصر نظر ممن حوله) بهامش حرية أدي في النهاية لزوال عهده و لاستيقاظ الكتلة الفاعلة في شعب حي تحت الرماد، و أخيرا سوف يكون مستقبلنا أفضل بأيدي الشعب و ليس بالأغاني و الأهازيج و تعظيم البذلة الميري و تسفيه المواطن الفلاح و العامل و المعلم و القاضي و غيرهم لصالح من يملكون السلطات و يوزعون الإقطاعيات و يحكمون بالسجون و الزبانية الشعب المقهور.



سلاما على مصر و أهلها، رضوا بالذل- بداعي الثورة و العروبة و غيره و غيراته - فلبسوا ثوبه 60 عاما و الآن حان وقت الخلاص ، وقت الانتفاضة ضد كل أشكال قمع الحرية باسم الوطن أو الأمة أو العرب أو الدين أو لقمة العيش، كلها اكذوبات و اساطير، كلهم كاذبون و لصوص .

كل من سلبك حريتك فهو لص ، ومن سلبك الحرية اليوم سوف يسلبك الأمن و لقمة العيش و الكرامة غدا، كذب الحكام و لو صدقوا طالما لا يعرفون الله و يعذبون الناس و يستهينون وبكرامة خلق الله عنده ،و لا يعرفون انه حرم الظلم على نفسه و جعله حراما بيننا ، فمن لم يلتزم بذلك فلا رب له و لا ذمة ولا ضمير و ان صام و صلي و احاط نفسه بمن يصوم و يصلى .

أسهبت في الحديث عن الماضي لأنه جذر الحاضر و سببه ، و من لم يعالج جذور العلة لم يشف المريض بل اطال امد علته .
اما العلة فهي غياب الحرية تحت اي مسمى، و اما العلاج لقانون الإضراب و الاعتصام و لكل البلاوي التي تستشري في جسد مصر فهو الحرية و المزيد من الحرية و لا شئ غير الحرية بلا موانع و لا حدود الا ما تعدى على الحرية والكرامة و المساواة و تطبيق تمام الاخلاق التي نزلت بها الديانات و اوكل بها الرسل ، حيث تنتهي حريتك عند اعتدائها على حريتي و كفي.

و المجمل ان قانون الاعتصام والإضراب إجرام قانوني و تشريعي ، و أدعو الله ان ينتقم من واضعه و من فكر فيه و من ينفذه .
و كنوع من الاستطراد فمن حيث المبدأ لا يوجد بمصر قانون واضح و عادل حتى الآن بل مواد مستقاة من القانون الفرنسي و مقحمة من ترزية قوانين و يعارض بعضها بعضا وبالتالي فعندما احكم من اصل منحرف و متعارض اكيد ستكون الاحكام سفيهة و غير متوافقة مع الحياة ، بل و ترسخ الاجرام و تكافئ المجرمين ( وكله بالكانون و احلى من الشرف مافيش) ،و بناء عليه فيجب تنقيح جميع القوانين و إرساء مبدأ المساواة والعدل. ملحوظة : بالرغم مما سبق فقانون الله موجود، ولكم فيمن سبقكم عبرة.

لن يصمت المقتول عن الصراخ عند ذبحه مهما سننتم قوانين سيئة السمعة والقصد، و سوف ينتصر الشعب لو اخلص الرغبة رغما عن كل أساليب السيطرة والتحكم التي يتم تنفيذها الآن . أما لو لم يرغب ا لشعب إلا في إتباع الأراذل الذين ضللوهم في الاستفتاء و غير الاستفتاء باسم الله و الله منهم براء و ذلك بالاتفاق مع السلطة و اقتسام جثة الشعب ، فهنيئا لهم ما ارتضوه مرة أخرى : استخف قومه فأطاعوه ، فانتقمنا منهم… فهل فيكم إنسان رشيد يسمع الكلام و يعيه؟

Wednesday, June 15, 2011

من تحرش ببناتنا فليس منا!

حديث التحرش حديث ذو شجون، حيث يعبر هذا السلوك المقيت عن غياب تربية المنزل والمدرسة و المجتمع و الخطاب الديني و كل موروثات الشعب كافة ، و يعد انحراف كل تلك القيم عن هدفها من تشذيب و تهذيب النزعات الحيوانية الدنيئة لدى شبابها سقوطا مدويا لمنظومة الشعب المصري الأخلاقية كلها.

و لكن وبالرغم من التأكيد على ذلك، تبقى الثورة المصرية في 18 يوما كاملة تكللت بالجلال والجمال مؤشرا شديد الوضوح ان القيم باقية تحت السطح الشعوري مباشرة و لكن المنظومة التي يعيش فيها الفرد المصري تدفعه دفعا يوميا و لحظيا ، جسديا، و عقليا ،و عصبيا لاستدعاء أحط و أقذر و أبشع ما في ضميره و استبعاد كل جميل فيه نتيجة – لا لانحطاط فيه هو ذاته بل - للظروف الموجودة خارج الميدان كل ساعة و كل يوم على عكس داخل الميدان الذي قال من كان فيه ان حدوده اشتملت على رفعة الإنسان في اجلي صورها حتى ظن كل منهم انه دخل الجنة و شعر بها عند أطراف أنامله وفي روحه.

كان ذلك الشعور الراضي و استمر طالما كان الفرد داخل هذا الميدان الذي سيذكر اسمه في التاريخ بجانب معالم مثل الهرم، والاوليمبوس ،و اللوفر ،و برج لندن ، و كلها معالم على عظمة الإنسان و تاريخه التلبد في إيجاد نفسه كلما غمت عليه و بعدت عنه مفاهيم الحرية والكرامة و رفعة الهمة و الإيثار والإيمان والرحمة .

سوف يذكر الميدان معها جميعا ان لم يسبقها – وسوف يفعل – بخلوه من الدموية والحقد والاستعلاء والجبروت و كذب الذقون الضالة المضلة و الكهنة أصحاب السبوبة، و تدخلات المناظرين وكذابي الزفة .

ذلك حيث احتل الميدان الصادقون العزم، الأقوياء الشكيمة، النبلاء المقصد، فلم يدعوا فيه موقعا لمدلس أو حقير.
تجلي في الميدان كل ما في الإنسانية من نبل فاحتضنته الإنسانية من الرياض حتى تومبوكتو، ومن أصقاع أمريكا حيث تغني الأطفال الشقراوات "الشااب يريد اسقاط النزام" و حتى فلسطين التي غنى أهلها فرحا بمصر و أهلها و فرحا به و بما يثبت لها من دوام الجمال في الأرض حتى يرثها خالقها ان شاء الله حتى و لو بدا ان سيطرة قطعان المخربين و بائعين السلاح و تجار الدعارة و المتاجرين بالأحلام قد فشت حتى لم تدع لغير قيمها العجفاء مكان.

غنت الأرض في احتفال غير مسبوق في التاريخ الحديث مع شعب مصر الغلبان الطيب الذي يبدو ذليلا و تجمعت عليها مباءات الشر جميعا من إعلام حقير و إعلام ديني مضلل غائب أو مغيب و شيوخ تضل و لا تهدي و تتحدث عن الرداء لا الكرامة و عن الشكل لا الوحدانية و قداسة الإنسان، و عسكرة طالت كل مناحي الحياة المدنية حتى دمرتها و فساد نما في حضن كل ذلك فران على المشهد المصري الكساد و الفساد و ذل العباد حتى يئس منهم القاصي والداني . فإذا بأجمل شعوب الأرض – حقا مثبتا بالصورة والصوت و الإصرار و الحرية والجمال و الرقص و الغناء و القرآن والإنجيل في أيدي الإخوة في الميدان – ينتفض في ليلة عادية ككل ليلة صارت هي الليلة التي تتغني به المعمورة كلها فيبصر في نفسه الهمة والكرامة والعزة و القدرة ، و يعرف انه تم تدجينه على يد حكم عسكري غاشم من 52 حتى صار كل الفخار للدبورة والكاب و صار الشعب زمرا من الكلاب التي يتم سحلها لينام السلطان اشتراكيا أو انفتاحيا أو بلادة و غباء هو مصر و كفي، عرف الشعب الآن انه موجودة وفاعل و مرعب لحكامه و حاكميه و أمريكا و إسرائيل والغرب والخليج و العالم بأكمله و رغم كل هؤلاء ، فهو الأقوى و هو قادم .

نعود للتحرش الذي لا يمكن النظر له خارج هذه المنظومة.. ليس سلوك شعب بل سلوك امة مقهورة و سباع تعرف أنها صارت صراصير فتحاول التعامل كالأسود كلاما فتشعر بضعتها حيث يركبها بعض الديابة يوميا بلا اعتراض فتتصرف كالصراصير والخنافس و تخرج أوسخ ما فيها حتى تنتقم من نفسها التي تعرف أنها ظلمتها و أنزلتها منازل الذي ظلموا أنفسهم. التحرش عرض لمرض الم بمصر منذ زمن و هو ازدواجية المعايير وتسلل مظهرية الديانات و إهمال جواهرها و التشدق بالحرية و تجاهلها التام و سيطرة أخلاق البترول و هي افعل ما شئت و لكن من تحت لتحت ، تحرش و اقتل واسرق و كن فردا من العصابة و لكن لا تتحدث عن السلطان أو شيوخ السلطان أو بترول السلطان أو قصور و جواري السلطان ، و سوف ينعم عليك السلطان ببعض البيوت والنساء و الاستهلاكيات و غيرها حتى تعيش كالسائمة أو اقل شوية، سادت شرائع البترول و ضاعت آداب المدنية و الاحترام التي أتى بها الإسلام قبل غيره و تم استبدالها بعادات بدوية و تحقير المرأة و تدني العقول و تفجير الغرائز و اعتبار كل مخطئ معذور خاصة لو رجل و تحرش بامرأة حيث ان من لا تريد ان يتم التحرش بها عليها البقاء في المنزل ، و بذا صار التحرش مخرج محلل اجتماعيا و ثقافيا و إنسانيا و دينيا كذلك فهاج و ماج و صار معضلة ولم ير المصريون حقيقتهم حتى قامت الثورة لتريهم حقيقتهم..لسنا بلدا نفطيا بدويا تلبس الإسلام بماله و قدراته البترولية حتى جعل عاداته و تقاليده العجفاء هي الإسلام السمح و مسخ بها الدنيا باجمعها و العياذ بالله . بل كان إسلامنا و منهجنا في فهم الكتاب و السنة دوما الارحم والأوسع و الأروع في التاريخ ، ويجب ان نعود لها .

مجمل الحديث هو ان التحرش شئ عارض على الشعب ككل و سيختفي مع اختفاء البداوة و الغباء المنتشرين في مصر، و مع استتباب العدالة الاجتماعية والتعليم الصحيح و فتح مجال الحوار و انتشار التسامح والمحبة بين الأفراد كما كان الحال قبل ذلك.

لا ألوم الشعب بل ألوم الحكم العسكري البوليسي الجاهل المتعجرف المتسلط الذي جرف عقل الشعب و سمح باستيلاء أمراء النفط على عقولهم من خلال شيوخ تحب الثريد و امتطاء العبيد ولا تعرف من الله سوى الغضب و السوط و عبادة أولى الأمر ، أما الرحمة والعدل و المساواة و الحرية و كلها مقومات إسلامية فلا يعرفون عنها شيئا بالمرة . عندما تنصلح مصر سياسيا و بالتالي فكريا و عقائديا و علميا فسوف تختفي الظاهرة كأن لم تكن و تبقى في حدود أخطاء شخصية لفئة ضالة تجدها في كل مجتمع على مر التاريخ و يتعامل معها المجتمع بالغلظة والتعزير الواجبين حتى تختفي كليا .

كانت تلك شهادتي عن التحرش الذي كان بمصر و أهلها قبل نساءها بكثير بكثير .

Monday, June 13, 2011

معضلة الشرطة، التحليل وا لحل

الشرطة ما بين الحل و التحليل ، هي مسألة تستحق النظر فيها بقدر كبير من التعمق حيث ان الشرطة هي ذراع النظام الباطش و آداته التي ساق بها ثور الشعب المكبل الاعمى في ساقية الظلم والهوان عقودا طويلة منذ سن نظام ناصر- قاصدا او جاهلا - السجون الحربية والتعذيب الممنهج لاعداء النظام في مصر العسكرية الجعجاعية المهزومة ، التي اقترض حاضرها من مستقبلها حتى ضاع الاثنين.

نبدأ بالتحليل و نستهل ذلك بالعودة الى اصل الشئ، و عادة ما يتسم الاصل بالبساطة و الوضوح و يكون عصيا على التأويل في بذرته الاولى ، مثل الرياضيات حيث الاصل ان واحد زائد واحد اتنين، يتفق عليها ولد لا يعرف الحساب ،او بنوتة في خامسة ابتدائي مع نيوتن واينشتاين و مشرفة و زويل و لا يكابر فيها الا جاهل او احمق او كليهما. نجد انه فيما يختص بالشرطة فالاصل هو ان الشرطي هو فرد من الشعب مثل الطبيب والمهندس و العامل اليدوي و الشغالة و الخياطين و الطهاة و الزبالين و المديرين و المعلمين والقضاة و كل طوائف الشعب العامل ، و من ثم فالواجب ان يقوم بعمله ثم يعود ليكون فردا في المنظومة يضيره ما يضيرها و يسعده ما يسعدها.
الشرطي انسان عادي يعمل بحفظ الامن الخاص بالمواطن من كل نواحيه و جوانبه و لا يتمتع بأي حصانات و لا سلطات خارج سلطاته في تطبيق القانون على نفسه قبل غيره و لا يتعين من الاصل ان يكون عسكري النزعة بالمرة ، بل مجرد عامل في هيئة مدنية لحفظ النظام مثل فرد الامن في اي منظمة الذي يحمل السلاح و لا يمنحه ذلك اي اهمية او علو منصب في منظمة صحية و نافعة ، هو ترس في آلة يحمي دورانها بالشكل الصحيح و ليس جزءا مميزا و لا منفصلا عنها بالمرة.
الاصل اذن هو ان الشرطة جزء من الشعب و الفرد منوط بمهام صعبة و ثقيلة و تجلب له اعزازا من الناس لأنه يحميها من الافراد المجرمة فيها و يؤدي عنهم مهام ثقيلة على الانفس و هي التعامل مع اسوأ انواع الطبيعة البشرية مع التعامل مع كل انواع المخاطر مثل الحريق والشغب و كل ما يهدد الناس في معايشهم.

و الحال هكذا، يتيسر لنا ان نرى موضع الخطأ و منبع الانحراف العقيدي ، و هو اعتبار فرد الامن و منذ فجر التاريخ انه ذراع السلطة و حارس خاص لمصالح الملك المفدي و الفرعون المتأله و بالتالي ينسبغ عليه من القداسة والعلو و التجبر ما يتحلى به رئيسه و مولاه الذي يعد الشعب من مواليه رعاياه، يقتل من يشاء ،و ينفي ،و يسجن من يشاء، و يعطي من يشاء ،و يمنع من يشاء - من مال الشعب لا مال ابيه و امه - و اصبح فرد الشرطة هو الحكومة و كلاهما خدامين السلطان و ذراعه التي تبطش بالناس و واجبهم هو فرض هيبة السلطان و اخماد روح الحرية والكرامة في الناس .
الحاصل اذن هو توارث الخلف عن السلف- و كلاهما خرف - هذه الفكرة الضالة المضلة حتى صار دخول سلك الحكومة و دخول الشرطة هو باب العظمة النابعة من الانتماء للسلطان و للسيادة على العزبة التي يعمل بها باقي الشعب بالسخرة عند الحاكم و حاشيته و ذراعه الامني ، و ذلك رغما عن ان هذا الشعب هو المنتج و هو من يأكل من خيره كل من يخدمه - من اول الحاكم حتى القاضي حتى الشرطة حتى الجيش حتى الطبيب حتى المهندس مرورا بكل الوظائف التي لا تزرع و لا تصنع حيث تعد وظيفتهم هي خدمة المنتج الاصلي و العمل على خدمة بعضهم البعض في دائرة الحياة التي سنها الله لتتكامل الحياة و نحتاج جميعا لبعضنا - و الذين لا يعدون منتجين بل مستهلكين و مقامهم جميعا حماية القائم بالانتاج و هو اصل الدخل القومي و العز الذي يرتع فيه هؤلاء جميعا.

اذن الشرطة كمنظومة فاسدة الاصل والفكرة والمنبع في هذه البلاد المتسلطة ، اما افرادها فهم حسب تربيتهم ، فالخسيس الوضيع يستغل اسوأ ما في النظام ، اما المحترم الشريف فيعلو بنفسه ليتجنب اسوأ الاضرار الانسانية ، و لكن في المجمل المنظومة خسيسة و بناؤها فاسد من حيث العقيدة والتوجه الفكري و لا يمكن اصلاحها الإ عندما يفهم النظام قبل الشرطة ان الشعب هو مالك البلاد – يتضمن الشعب الملك و الحاشية والشرطة والجيش طبعا – و بالتالي فعندما يتولى اي فرد شئ من امر هذا الشعب يصير خادما لديه – و يعمل لصالحه و وكيلا عنه لا اكثر ، فإذا خلع زيه الرسمي و عاد للشعب كان بقية العاملين في الحكومة عاملين لديه هو نفسه و هكذا دواليك.

ان كل مظالم الشرطة و امن الدولة ،و كل نظم هذه البلاد التي رزيت بعقم الفكرة والقيادة والسياسة والحريات -على مدى قرون باستثناء بؤر نور مؤقتة و قصيرة للغاية - نابعة على بشاعتها( التي احيلك في الاطلاع عليها الى الشبكة العنكبوتية و اكتب فضائح الشرطة المصرية، و احذرك من بشاعة ما سوف تراه) من فهم خاطئ للحياة والحرية والدين و الانسانية و بمجرد تعديل هذه الفكرة نهائيا و بشكل قاطع الدلالة سوف يتغير مفهومهم العام و تنعدل ارواحهم مع تصرفاتهم و يجب التعجيل بتأصيل مفهوم الكرامة والحرية و عزة و رفعة الانسان و قداسة جسده و فكره و بعد ذلك التنكيل الصارم الباتر بمن لا يحترم ذلك و هم موجودون في كل اجهزة الشرطة في العالم كجزء طبيعي من نسبة الفساد الموجودة في البشر طالما لم تنبت لهم اجنحة بعد.

اذن و مما سبق يتضح تماما ان العيب الاساسي يكمن في النظام الذي يعزز قيم التنكيل بالمواطن الاعزل لصالح كل الحكومة و الحكام و ترقية من يثبت حقارة و نتانة اكثر في القيام بواجبه الخسيس مما يؤدي بالشرطة للطريق المظلم الذي جعلهم اولا و اخيرا اعداء الناس و اعداء الله اذ يقومون بقهر عباده بلا وازع من انسانية او ضمير.

و الحل اذن ،و بناء على ما تقدم ، هو تغيير المنظومة الفكرية مع تشديد العقوبة والتنكيل الشديد بمن يضرب صفحا عن التعديل الخلقي والانساني في منظومة القيم الانسانية في بلادنا المنكوبة حتى الان اذ لم يتم تغيير قانون واحد و لا مسار واحد فكري او عقيدي في الاعلام او التشريع المصري.

كلمة اخيرة للاخوة ضباط الشرطة : ان كمية الاحتقار والكراهية والحقد والاشمئزاز التي يحملها كل الشعب-و حتى كل الانسانية التي تعرف ما هي الانسانية ،و كل الاديان التي تعرف ما هو الدين، و ما هو الرب و ما هو مفهوم الالوهية والرحمة- لكل من يعمل منكم في خضم القذارة و التعذيب و المسخ التنظيمي المسمى بالشرطة في تعذيب و اهانة و تمزيع و انتهاك الجسد والعقل المصري يوازي و يزيد بل و يفوق بمراحل احتقارهم لليهود و الانكشارية والمماليك و الغرب و الشرق الذي كانوا و سيبقوا غرباء لا يهتمون لنا في شئ ، لكن انتم يا من حملتكم ارحام مصرية و تعيشون وسط اهلكم و ناسكم و تقومون بما تعف عنه الذئاب وابن آوى بتبريرات حقيرة لا يقتنع بها طفل غرير و لا كلب اجرب و لا اسد هصور ، متى رأيتم كلب و لا اسد يعذب اقرانه؟ استقيموا يرحمكم الله- او لا تستقيموا احسن برضه - فأني اريد ان تبوؤوا بذنبنا فتكونوا من الاخسرين اعمالا باعمالكم السوداء .

يبقى تذييل يختص بالشرفاء و المحترمين منكم و الذين نقلوا انفسهم للعمل بالمرور والمطافي والسياحة واي جهاز لا يستلزم القذارة ، انتم تحمون الشعب و تؤدون واجبا صعبا و ثقيلا بشرف و مروءة فلكم الاحترام والاعزاز و المحبة، و بكم الأمل في ان يحظي هذا الشعب بمن يحبه ويرعاه و يعرف ان الماشين في الشوارع بلا سلاح و لا بدلة ميري هم أنت و اهلك و أبوك وأمك و أختك وأخيك و ابنك و ابنتك ، و كلهم يحبونك طالما أحببتهم و منحتهم حقهم الإلهي في الاحترام والمودة. امش على بركة الله و لك الخير و ان لعنة الله على الظالمين.

Saturday, June 04, 2011

سلاما على خالد سعيد

لو خالد اتكلم :

خدي يا مصر حياتي ،بس سيبي وشي سليم..
خللي امي و اختي و خالي يشوفوني في كفني وسيم...
. ضحي بي لديابتك و حيتانك و المخبرين...
بس افضل حتة واحدة .. حتة مش حتتين...
خدي يا مصر كرامتي و ضحكي و دمي الرخيص
... بس سيبي راسي سليمة و حياة سيدنا البوليس...
ما تكسريش عضامي و تخلعي سناني ..
و ترميني في الشارع...
هل ده طلب عويص؟؟؟؟



يوم 6 يونيه 2010، مات شاب عادي من الطبقة المتوسطة في احد شوارع كليوباترا في الإسكندرية، و بعد يوم نشرت الجمهورية في ركن قصي في زاوية 6 اسطر عن وفاة تاجر مخدرات متأثرا ببلع لفافة بانجو بعد مقاومته للسلطات في كليوباترا.
قرأت هذين السطرين و انتقلت لخبر آخر يتعلق بالزمالك و مصائب التحكيم التي تضيع حقه سنة ورا سنة ،و نسيت الموضوع برمته ، فمقتل اي مصري على يد الشرطة معتاد لدرجة تجعل الإنسان محصن من الغضب لها أو عليها، تحمد الله انك لست هو و ليس احد أحبائك و كفى.

بعد مرور بعض الأيام فوجئت بصورة بشعة - مع العلم إني طبيبة و البشاعة عادية عند الأطباء- لوجه في براءة الأطفال مضعضع محطم ممزق الشفة و مخلوع الفك مع إصابة كبيرة أسفل الجمجمة مما نتج عنه منظر الدم المتسرب من ظهره، كان أول رد فعل هو البكاء مع الشعور التام بأن النهاية اقتربت لكل من فعل ذلك ، الصورة تعبر عما يحدث لشعب ارتضى الظلم و الذل لينال الأمن والخبز ففقد كل شئ و الآن يقتلون أولاده بلا رحمة تحت منزلهم بلا دليل و بلا حماية و بلا نخوة من المشاهدين لهذه الوساخة ، من يهن يسهل ا لهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام.

و انتشر الجروب بعد الصورة البشعة و استمررت في البكاء أسبوع كامل كلما تذكرت الصورة و تخيلت عظامه و هي تنفجر و عروقه تنز الدماء على الطريق و الشارع الذي يعلم ما يحدث و يصمت و الفتى الوحيد المسكين الذي تحطمت أسنانه و انخسفت جمجمته في ثوان على يد زبانية و أغوات يحكمهم و يعينهم أوسخ خلق الله من اصغر ضابط لأكبر رتبة للمسئول السياسي عن المنظومة المنحطة لبلد فقد الإحساس بالإنسان تماما و بلا خجل.

انتشر الجروب كالنار في الهشيم و بدأت الاتهامات و الصوت العالي و الدفاع المقيت من الضابط و الأمناء المطمئنين في منازلهم ، ظننت خيرا بمصر و اعتبرت ان مسألة قتلهما على يد شخص يعرف الله أو يدرك حرمانية دماء الإنسان و جسده و بشاعة التمثيل به مسألة وقت لا ا كثر ، و لكن بلغت ضحالة الشارع و الشيوخ و قادة الإعلام حدا من البلادة غير مسبوق و لا متصور و لم يحدث شئ.



ظننت و بعض الظن إثم ان أيام النظام صارت معدودة و انه يلفظ أنفاسه الأخيرة و انتظرت شهرا و شهرين و لم يحدث اي شئ فأيقنت ان مصر ماتت و أهلها ميتون، ورغم حراك بعض من شبابهم الذي رأي كل منهم وجهه في وجه خالد فالمصير مظلم ،فعندما يحدث مثل ذلك في بلد ولا تنتفض كلها و يتم سلخ الفاعل علنا عيانا بيانا - كما كان ليحدث مثلا لو كان خالد صعيديا- فقد كتب عليها الله الذل والمسكنة و باءت بغضب منه و عذاب اليم و هو ما حدث.. كما ظهر بأجلي الصور في حوادث عدة و من ثم حادثة القديسين ، و لكن و بعد بضعة اشهر و سبحان صاحب الامر...

تسبب خالد سعيد في ثورة عجيبة غريبة متفردة و لو بعد حين ..قام أجمل ما في شعب مصر ليرسم طريق العبودية لله وحدة و ليس لشريطة او دبورة يضعها وضيع حقير على كاب أو ذراع و يتجبر به على خلق الله .. طريق مصر الحرة الأبية التي تأبى على أولادها الذل الآن و فيما بعد ان شاء الله.. رسم وجه خالد المشوه غد لمصر لا يقتل فيها أبناؤها بلا ثمن و لا جريرة و لا حساب و لا عدل.. رسم فك خالد المعوج الطريق المستقيم للحق والقصاص حتى ولو لم يتحقق اليوم و لكن كما ذكر الله في كتابه الكريم ان نصر الله حقا للمتقين المخلصين ،وليس لأصحاب ا لذقون والصوت العالي المستغلين والبائعين الشارين لكتاب الله ،و المصدرين لفتاوى تحرم السياسة عند الوغى و تحللها عند المغانم.. العزة للجماعات التي نذرت نفسها لله ،و ليس للحكم و السياسة، حتى اذا جاء المغنم اتفقوا مع سليمان و غيره من اعوان السلطان و تركوا الميدان و تآمروا على الشباب الغلبان و فرقوا الصف و حطموا التوحد السياسي الجميل بعد تدخلهم فيه عند ضمان المغانم -و لله فيهم آيات بينات عمن يحضرون عند النصر ليقولوا الم نكن معكم؟ - ولكن حسابهم على الله جميعا و نجعله في نحورهم و نحور من غواهم بإذن الله.

و نعود فنتساءل، هل يشك احد منا في يد الله التي ظللتنا حين اتحدنا و تركتنا لأنفسنا حين تركناها للنظام و أصحاب النظام وأعوان النظام و حتى الآن وبعد سنة و بعد ثورة غيرت وجه العالم لم يتم حساب أمناء الشرطة و الضابط و رؤساءه حتى اكبر رأس و كلهم مسئول تماما ، و لو تم إعدام لواء واحد فقط لمسئوليته الجنائية عن تعذيب ضباطه للناس ،لحرصوا و كانوا احرص الناس على أرواح الناس، لكن الحاصل هو ترقية كل من يريق دماء هذا الشعب و يستذله حتى تعلم الصغير من الكبير ان الطريق إلي الأعلى يمر عبر انتهاك أجساد و كرامة المصريين.

لقد وقف الله بجانبنا حين وقفنا بجانب الحق و بجانب لا الله إلا الله ،و عندما تخمر الغضب في صدور من رأي خالدا فغضب و ثار و بكى و انتوى الخير كوفئنا بوقفة أعادت للذليل العزة وللكسير الجبران و للشعب المنكفئ إحساس الرجال و فخر المنتصرين و إيمان من يعلم الآن انه يستطيع ان يذل الكبير و يكسر المنيع و يحطم الثوابت و يعيد تركيب الكون كما يشاء، يعرف هذا الشعب الان انه حقا و صدقا خير شعوب الارض عند تحرره من الكلاب و الذئاب و الدواب حاملة الاسفار الكاذبة، 18 يوما لم يقتل الشعب احدا و هم مستحقون للقتل تماما ، و لا تحطمت كنيسة و لا جامع و لا اوذي احدا بلا رقابة ولا حكم و لا دولة ،و اثبت الشعب انه الدولة والحكمة والتاريخ و البناء و القدرة الخلابة ، قال الشعب قولته و رمى بياضه و رأي نفسه في مرآة التاريخ و عوضه الله عن الذل و المهانة التي استحقها بموافقته على التنازل عن حريته و عقله لبعض العسكر الذي خلعوا فاروقا ليكونوا الصورة الاوسخ لفاروق فيجعلوا من مصر بلدا محتلا جاهلا ذليلا شحاتا فقيرا حقودا حسودا ، و تم لهم ما ارادوا ،ولكن الله اراد ان يرينا اننا خير من ذلك و اننا افضل الناس لو تركت لنا مقاليد الامور بحرية و كرامة . رسم لنا الله الطريق ، فلعنة الله على من تعرض عليه الحرية و يعاد له القلم ليرسم نفس الرسمة المشوهة و يقبل بحياة بلا حرية و بلا عقل مرة اخرى.

فليحذر الذين يعتقدون ان الشعب قابل لإعادة إنتاج جين الذل فيه، ليس من سمع كمن رأي و من جانبي ، و بناء على إحساسي العجيب بالفخار و العزة والإيمان و الرفعة بعد انكسار الشرطة القذرة - و ليس حديثي موجها للأطهار فيهم فهم فوق رؤوس الجميع ،و ألف رحمة على من مات و هو يؤدي واجبه و لم يهن أخ له أو أخت- انكسارا تحاكت به الأرض بوصفه أول جهاز ينسحب كاملا من الصورة ليترك شعبه بعد ان أنهى ذخيرته في قتل الكبير و الصغير و من يعارض و من يشتري الفول و من يعدو هاربا و من يأتي مغامرا.. و بذا أثبتت الشرطة المصرية بشكل عام أنها أوسخ ناس إلا من رحم ربي.. و الآن يحاولون العودة إلي الوراء و لكن أحدثكم حديث التاريخ ان المصير اسود و ان كل من قتل سوف يقتل أبشع قتلة و سوف ينكل به و بمن له اذا لم يستقم الميزان الآن بالذوق، التاريخ لا يكذب و لكن انتم تكذبون..
قمنا بثورة لوجه خالد المظلوم الذي لم يكن جائعا و لا فقيرا و لا محروما و لا مجرما و لكن كان مصريا رخيص الدم و العرض و المال و الذمة فلم يحمه احد من شارع بأكمله يراه و يعرفه ،و لا اخذ حقه قانونا و لا قضاء و لا عدلا و لا حتى إشفاقا ..

سوف يطاردكم دم خالد و سوف تقتلون شر قتلة قريبا جدا.. قام الشعب بثورته السلمية و جاء وقت الثورة التي لا تبقى و لا تذر .. مع أسفي الشديد فقد كان يمكن ان تمر بمن مات فقط و نبدأ صفحة جديدة ، لكن و مثل فرعون لن يؤمنوا إلا عندما تبلغ المياه فاهم فتغرقهم و من استخف بالحق معهم و ربما الكثير من الأبرياء أيضا ، و أصدقكم القول انه من الأفضل ان نموت و نحن نحاول ان نعيش بدلا من ان نموت و نحن أموات بالفعل...



خالد.. لقد ظلمت ليسود العدل و قتلت لنحيا الكرامة و ذهبت و لكن سوف تبقى أبدا خالد و سعيدا بأمر من خلقك وكرمك و كرمنا فسمحنا لمن هم دونه ان يستعبدونا فأهاننا الله و تركنا لأنفسنا ولمشايخ السوء الذي يدعون عبادة الله وحده فإذا قتل الأبرياء خرست السنة السوء و أصابها الصمت المريب - رضا منهم بعبادة السلطان و سيفه و ذهبه الذي لوث كل حديثهم و تصرفاتهم- و فجأة يشيع الكلام عن فلسطين و عذاب اليهود لأهلها و لا يذكر احد منهم جيرانهم و إخوانهم في ذات البلد الذين في السجون معذبين، فلا دنيا و لا دين لمن يهان أهلهم وسطهم و لك يا خالدا السلام و عليك سلام ممن لا يغفل و لا ينام و الجزاء عنده و الحساب لديه و هو عزيز مقتدر

آسفين يا خالد..