Thursday, June 16, 2011

لا تعتصم و لا تتظاهر ، بعد الثورة أنت تتاخر

كانت ثورة مصر مميزة في العديد من الأوجه التي يطول شرحها و يحتاج إلى مجلدات عدة،لكن من نقاط تميزها العجيبة أنها لم تسيطر على الإعلام ،و بالتالي لم تسيطر على حاجة خااااااالص.
وقف من بيدهم الأمر انتظارا لتغلب الوضع القائم على الثوار بأي شكل، ثم ارتضوا تنازل فتنازل حتى اضطرهم الشعب لخلع الرئيس و تخليه وتنحيه، و لكن كان هذا نذير بتسليط الإعلام المسعور على الشعب المسكين مع الاضطراب المصنوع والأمن الممنوع و التخويف و الترجيف ليل نهار في تليفزيون الندامة حتى ضغط الشعب على الثوار و اظهر لهم العين الحمراء ان لم يتركوا الميدان الآن ، فقد حققوا المستحيل و خلعوا الرئيس المفدى و كفاية قوي كده عليهم، و يروحوا بقى عشان يبقى كل شئ كما كان مريحا لطيفا خفيفا ويتم من يومها مساومتهم على كل خيط و إبرة و كستبان يحتاجونه لخياطة ثوب مصر الجديد بعد ما قطعوا ياقة البذلة القديمة ، و لكن، واه من لكن ، من يومها و لم يقطعوا من بقية البذلة شئ و كل شئ كما هو و الياقة الجديدة جاية كمان.
قطع الإعلام أوصال هذه الثورة عندما تركه الثوار في يد الآلة التي سخرها و عمرها و كرمها مبارك طوال حكمه، الإعلام ألب الناس على الثوار و جعل ما كان يمكن تحقيقه في يوم بعد 11 فبراير الآن سراب و أماني نتمناها على من بيده الأمر و ليته يرضى!

و لكن بالعودة للنقطة الثانية و هي قانون الإضراب و الاعتصام الذي لم يجرؤ مبارك على سنه، و سنته حكومة ما تسمى بالثورة و التي هي لا تعرف الثورة من بعيد و لا قريب و هي مسلطة على الثوار رفيقة بالخلان و الأحباب ، حكومة لا تقوم بتقشف في الإنفاق الحكومي و لا تضع حدا أقصى لمرتبات المحاسيب و رجال السلطة و لا تحرر الإعلام و لا تنظف الشرطة و لا تحرر القضاء و لا تمنح الشعب حقه ، حكومة نابعة كما و كيفا من رحم نظام سلطوي عسكري بوليسي لم يتغير شئ من آلياته حتى لحظتنا هذه ، و بالتالي فقد فاقت مبارك جبروتا إذ تصدر قانونا يحرم الاعتراض على الذبح و الذل و السرقة و هدر ا لكرامة ، وليس للعمال أو غيرهم من سبيل سواها للفت النظر لقضيتهم ، قانون يتعارض مع حقوق الإنسان و مع ما أثبتته الثورة لهذا الشعب من حق النطق بكلمة لا مع الحفاظ على الجسد بلا فلكة و لا كهرباء ، و العائلة في المنزل و ليس في القسم، و الحق في الصراخ عند الألم و الانتفاضة عند الجوع و الاعتراض عند الظلم.

صدر القانون كصفعة على وجه الحرية و الثورة و الشهداء و كل من له فيها ، و لم يكن هذا ليحدث لو لم يكن الإعلام موجها مسلطا على الشعب ليبرر لهم قمع الحرية بلقمة العيش، الله، ماحنا من غير حرية بقالنا 60 سنة بحالها، فين لقمة العيش؟ فين الكرامة ؟ فين العدل؟ فين اي حاجة؟

لكن الحق ،و الحق أقول من وجهة نظري، لقد ضلل الإعلام الموجه سلطويا و المعضد دينيا من شيوخ السلطان الذي لا يظهرون في الحق و لكن فقط في موائد السلطان، ضلل الشعب الذي استخفه فرعون فأطاعوه حتى وجدت الكثيرون يجرؤون على النظر في وجهك و اعتبار القانون حق و واجب و عدل من اجل عجلة الإنتاج التي انتهت في مصر منذ تم تخريب الصناعة بالجهل و الدراسة بوضع صاحب الزعيم المفدى على رأس التعليم العالي ، حين صار العسكر يتحكمون في كل هيئة و وزارة و لجنة و مصنع فضاعت مصر في هزائم عسكرية و صناعية و دراسية و صحية متتالية : "عندما يكون رب البيت بالجهل ضالعا فشيمة أهل البيت كلهم الجهل".

و نعود للاصل في عله صدور قرار من أول و أحقر قرارات حكومة الندامة التي يقودها شريف ضعيف خفيف اليد في البطش ثقيلها في الإصلاح ، هو قرار تجريم الاعتصام والإضراب الذي لم يقم به المأسوف الذكر العسكري الرابع الذي حكم مصر و بانت كراماته عليها كما بانت كرامات من سبقوه . و العلة فيه وفيمن سبقوه و فيما يلي ملخص احوالهم.


كان اولهم مهابا جذابا جعجاعا- ولكن شريف لا يسرق- صاحب نظريات و كتب و احلام توسعية و افتكاسات عنترية (و اخلاص لاصحابه حتى رفعهم فوق خيرة الشعب و بدأ سلسلة اهل الثقة لا اهل الكفاءة) و استهانة بكرامة الشعب حتى جرؤ – العسكري الصغير السن و العقل - على معايرة هذا الشعب الذي رفعه و علاه و ثم عبده ورقاه ، بانه من منحه الكرامة،معاذ الله فقد كنا اصحاب كرامة من عهد عرابي و سعد و النحاس غصب عن عينه، ثم ضحك علي الشعب و قال له الشعب هو المعلم ،هاها ( علمتك الكرامة لكن انتم المعلم و اديكم بالجزمة لكن انتم المعلم ) فرضى الشعب بالكلام بدل الفعل و دفع الشعب الثمن ثالث و مثلث من مستقبله و مستقبل اولاده و لمدة 60 سنة بعد الزعيم المفدى . و كان من مآثره من قبل قد اعدم عاملين بعد قيام الثورة بشهر بشهادة ابي الذي كان ابوه يعمل في غزل كفر الدوار سنة 52( يعني انا بنت ناس عمال و فلاحين مش حاقدة على اسم الله عليه) ففتح عليهم النار وقتل صديقة ذو الاحد عشر عاما ثم اعدم العاملين الخميس والبقري ،ففعل بالشعب ما لم يفعله الملك في كل حكمه .
ثم توج الخراب المنهجي لمصر بسفه اشتراكي و تدمير منهجي لمقومات الحياة عن طريق تدمير كل آليات الإنتاج بعشوائية وتسرع بدلا من إصلاحها بقوانين منظمة لعملها لتحقيق المنافع مع تركها تعمل في آمان بشكل أدى - رضى من رضى و ابى من ابى - الى وضع بذرة دمار التعليم والصحة والأخلاق مع بذور تدمير القضاء و سجن الأدباء و السجون الحربية للنشطاء و الهزيمة النكراء التي أضاعت ثلث مصر – و تجد من يطبل له على أساس انه شريف و عفيف ، يخي يخرب بيت الشرف اللي بالشكل ده - و من ثم ترك مصر مهزومة مكلومة مضعضعة بغير دفة و لا قائد الإ عسكري آخر – هو جعله نائبا له - كان ذكاؤه الكبير و كونه خبيث و يعرف يخطف الكحل من العين و يفهمها و هي طايرة هي كل مقوماته .

قام هذا بعد استعادة كرامة الجيش بدم الشعب و الجيش بإلقاء كل ذلك في القمامة و بيع القضية و الارتماء في حضن الجماعات الإسلامية و السماح لها باختراق مصر بالفكر السلفي الوهابي البدوي الذي ما انزل الله به من سلطان، و من ثم معاهدة قميئة رديئة معوجة يشوبها العوار من فوقها و تحتها فاسترجعت الأرض بشكل مجتزئ و متهرئ و مهين لهذا الشعب الذي يستحق من فجر التاريخ حكاما أحسن ممن رزئ بهم و رفعهم فأذلوه و أعطاهم فمنعوه و أعزهم فخسفوا به الأرض و عذبوه.

و من ثم جاء خير خلف لأسوأ سلفين - و الثلاثة يشتركون في كونهم عسكر لا يعرفون سوى لغة نعم و حاضر و هي اصل من اصول عملهم و مهنتهم و لكنها في الحكم و السياسة هي أصل البلاء- فكان يتمتع ببلادة و برود و بطء و رعب و خوف من القيام بأي شئ، و عندا و جبروتا سلبيا شاع و ذاع حتى صار المصري العادي يحول وجهه عن الخطاب كي لا يرى الجرانيت المتمثل في النظرة الميتة والتعبير الصلف المتكبر و الجبروت النابع من الجهل و السطحية العمياء و قد غلب فيهم من سبقه- مع انه لم يضر مصر على المدى الطويل كما فعلا- بدلالات ان الثورة قامت في عهده و لم تقم للشعب قائمة في عهدهما الذي شهد بطشا اشد و جبروتا اكبر مع سيطرة إعلامية قذرة تمثلت في أغاني و أهازيج يومية أفاق منها الشعب المغيب تماما على نكسة لم تر لها مصر مثيلا منذ فجر ا لتاريخ و كفي بها عارا له و لشلته و لمن خلفه و لمن عظمه، فقد سمح مبارك (غرورا منه و قصر نظر ممن حوله) بهامش حرية أدي في النهاية لزوال عهده و لاستيقاظ الكتلة الفاعلة في شعب حي تحت الرماد، و أخيرا سوف يكون مستقبلنا أفضل بأيدي الشعب و ليس بالأغاني و الأهازيج و تعظيم البذلة الميري و تسفيه المواطن الفلاح و العامل و المعلم و القاضي و غيرهم لصالح من يملكون السلطات و يوزعون الإقطاعيات و يحكمون بالسجون و الزبانية الشعب المقهور.



سلاما على مصر و أهلها، رضوا بالذل- بداعي الثورة و العروبة و غيره و غيراته - فلبسوا ثوبه 60 عاما و الآن حان وقت الخلاص ، وقت الانتفاضة ضد كل أشكال قمع الحرية باسم الوطن أو الأمة أو العرب أو الدين أو لقمة العيش، كلها اكذوبات و اساطير، كلهم كاذبون و لصوص .

كل من سلبك حريتك فهو لص ، ومن سلبك الحرية اليوم سوف يسلبك الأمن و لقمة العيش و الكرامة غدا، كذب الحكام و لو صدقوا طالما لا يعرفون الله و يعذبون الناس و يستهينون وبكرامة خلق الله عنده ،و لا يعرفون انه حرم الظلم على نفسه و جعله حراما بيننا ، فمن لم يلتزم بذلك فلا رب له و لا ذمة ولا ضمير و ان صام و صلي و احاط نفسه بمن يصوم و يصلى .

أسهبت في الحديث عن الماضي لأنه جذر الحاضر و سببه ، و من لم يعالج جذور العلة لم يشف المريض بل اطال امد علته .
اما العلة فهي غياب الحرية تحت اي مسمى، و اما العلاج لقانون الإضراب و الاعتصام و لكل البلاوي التي تستشري في جسد مصر فهو الحرية و المزيد من الحرية و لا شئ غير الحرية بلا موانع و لا حدود الا ما تعدى على الحرية والكرامة و المساواة و تطبيق تمام الاخلاق التي نزلت بها الديانات و اوكل بها الرسل ، حيث تنتهي حريتك عند اعتدائها على حريتي و كفي.

و المجمل ان قانون الاعتصام والإضراب إجرام قانوني و تشريعي ، و أدعو الله ان ينتقم من واضعه و من فكر فيه و من ينفذه .
و كنوع من الاستطراد فمن حيث المبدأ لا يوجد بمصر قانون واضح و عادل حتى الآن بل مواد مستقاة من القانون الفرنسي و مقحمة من ترزية قوانين و يعارض بعضها بعضا وبالتالي فعندما احكم من اصل منحرف و متعارض اكيد ستكون الاحكام سفيهة و غير متوافقة مع الحياة ، بل و ترسخ الاجرام و تكافئ المجرمين ( وكله بالكانون و احلى من الشرف مافيش) ،و بناء عليه فيجب تنقيح جميع القوانين و إرساء مبدأ المساواة والعدل. ملحوظة : بالرغم مما سبق فقانون الله موجود، ولكم فيمن سبقكم عبرة.

لن يصمت المقتول عن الصراخ عند ذبحه مهما سننتم قوانين سيئة السمعة والقصد، و سوف ينتصر الشعب لو اخلص الرغبة رغما عن كل أساليب السيطرة والتحكم التي يتم تنفيذها الآن . أما لو لم يرغب ا لشعب إلا في إتباع الأراذل الذين ضللوهم في الاستفتاء و غير الاستفتاء باسم الله و الله منهم براء و ذلك بالاتفاق مع السلطة و اقتسام جثة الشعب ، فهنيئا لهم ما ارتضوه مرة أخرى : استخف قومه فأطاعوه ، فانتقمنا منهم… فهل فيكم إنسان رشيد يسمع الكلام و يعيه؟

2 comments:

HichaM said...

7elwa gedan :)

HichaM said...

7elwa gedan :)