Monday, June 20, 2011

اضلاع مثلث التحرش: عرض ام مرض:

http://katooba.blogspot.com/2011/06/blog-post_20.html اضلاع مثلث التحرش: التحرش عرض ام مرض

التحرش هو الاساءة بالنظر او القول او الفعل لشخص في الطريق العام بلا وجه حق.
يكثر التحرش مع انتشار الانحطاط الثقافي و التفكير اللائم للضحايا طالما كانوا بلا ظهر و لا حماية من المجتمع الفاسد، و يكثر في المجتماعات التي يتدني فيها سقف الحرية حتى يكبس فيها على نفس الناس فيتحولون الى وحوش بقلوب حجرية و وجوه ادمية.

التحرش مثلث يضم المتحرش و هو المجرم اولا واخرا سواء نبع اجرامه من ظروف سيئة او محض تربية قذرة او سفالة طبع، و المتحرش به او بها و هو الضحية مهما لبس او فعل او قال او نظر ، و المجتمع متمثلا في المحيطين بهما في الحياة و الامن العام المنوطج به حماية الضعفاء من الاقوياء و المسالمين من المعتدين و الاطفال من الكبار و الآمنين من القاذورات البشرية المنتشرة على سطح بركة كل مجتمع و لو كان من الملائكة المجنحين.
اما عن الضلع الاول من المثلث فنجد رد الفعل العادي دفاعا عن المتحرش و اللوم على الضحية هو انها على خطأ بمجرد وجودها في الشارع ؛و الرد المفحم لهذا المنطق المعوج هو ان وجود الناس في الشارع بما يرضونه من ملابس و مظاهر بلا ادنى تدخل من الشارع هو حق غير قابل للنقاش ، فمن لا يقبل ان يفرض عليه الغرب في بلاده العري او خلع الجلباب او حلاقة ذقنه او كشف شعر زوجته عليه ان ينخرس حينما يجب عليه العكس في بلاده، و ليس خطأ عارض السلع في الفاترينة انه يغري السارق و الحرامي و الهجام و النصاب، بل يؤمن الجميع ان مكان الحرامية السجن مهما كان جمال المعروض عليهم و درجة حاجتهم له، وما عليهم الا الاكتفاء بما رزقهم الله ، اما عند الانثى فيطمس الله ابصارهم و يجعلهم يلقون باللائمة على المجني عليه صاحب المعروض (و هو الانثى الكاشفة او الغير كاشفة عن شئ من جسدها ) عندما يسرق احدهم شيئا منه ( المتحرش بها التي يسرق منها المتحرش كرامتها و حريتها و عرضها ) حتى لو احتاجه السارق لياكل و يعيش ( لينفث كبته الجنسي و غرائزه المقبولة بلا حرج) – ايا كانت درجة استفزازه – ( وهو جسدها او وجودها نفسه في الطريق ) . و لا شك ان حاجة المرء للطعام و الشراب و العلاج اكبر من حاجته للجنس في رأي كل عاقل . وبالرغم من هذا يؤثم المجتمع الحرامي و السارق و يجرم المتحرش بها لعوار في تركيبته العقلية و النفسية نابع من اظطهاد و سوء تربية و انحراف في فهم الشريعة ساعدت عليه انتشار الثقافة البدوية التي ترى المراة الكريمة هي المرأة الميتة بلا خروج و لا دخول و لا كرامة ولا حقوق .
اما الضلع الثاني فهو المتحرش و هو انسان واطي عديم الرباية و منحط الاخلاق و عديم الضمير، يلام على بهيميته و سوء ربايته بنفس القدر الذي يلام به المجتمع الذي لا يربيه في الطريق نفسه بكلمة عيب من كل عاقل فيه، و قد اختفت كلمة عيب من قواميسنا و ساد قانون الغاب منذ تركت الشرطة الشارع لسطوة الاقوى والاعلى صوتا في كل شئ وصارت حماية للحكم و جزء من منظومة عسكرية ترى الامن الوطني بمفهومه العسكري المخابراتي هو الامن أما امن الشعب الذي يدفع الفواتير ويعيش على قفاه الحلاليف شئ لا يهم احدا بالمرة.

اما الضلع الثالث و هو المجتمع فقد انحطت اخلاقه كلها مع تفشي التدين الظاهري الخليجي الذي لا يفتش الا عن رداء المرأة و شعرها و منع الاختلاط و لو انتشرت في المجتمع كل مباءات الدنيا عيانا بيانا، و هو الحاصل في تلك المجتمعات، و بالتالي يتبدي بوضوح ان مجتمعا مثل السعودية مثلا لا تأمن فيه على بناتك او صبيانك في اي وقت – رغم كمية منع الاختلاط الغير مسبوقة و المبالغ فيها - هو اكثر مجتمع عربي تنتشر فيه الرذائل كلها بشكل مفضوح و معروف (و ذلك لأنك ان سددت المنافذ الطبيعية للحياة وجدت الحياة طريقا منحرفا و معوجا لتسير كما تشاء ،و لكن على ان يغض الجميع عنها البصر في اتفاق دنئ منحط يهوي بالاخلاق والانسان لحضيض النفاق و البلادة الحسية كراهية النفس السوية) .

اذا و بناء على ما تقدم ،فلا يعالج منع الاختلاط او الغطاء التام للمرأة وجها و جسدا مشكلة التحرش او يحد منها، بل على العكس يزيدها و يفاقم منها.
ازيد على ذلك بأن الستينات -مثلا- في المجمتع المصري كانت عهدا بلا تدين مظهري يخلو من فهم الجوهر الاصيل للشرع و لا فهم حقيقي لمقاصده و سمو الاخلاق المطلوب من المتدين قبل اي شئ ، و لم يعرف فيها التحرش بهذا الشكل مما يدلل على ان تلك المنظمومة الاجتماعية التي كانت تسمح بالاختلاط بين الجنسين و التحرر في اختيار الملابس ساعدت على تنفيث الغريزة في مكانها الصحيح ، و تلك الحقيقة اذا تزاوجت مع مجتمع شديد القسوة في التعامل مع قلة الادب، و ثقافة تعامل و تسامح ،و فهم لاهمية الصداقة والغناء والرحلات و غيرها في حياة الشباب مع التواصل اليومي بين الشبان و الفتيات و قد ادي كل ماسبق الى ارتفاع مستوى الذكور الذهني و الغريزي حيث يتم ممارسة الذكورة بشكل اكثر تحضرا و مدنية و اقترابا من مقاصد الشرع ايضا في حماية الاعراض و سيادة الامن الاجتماعي عن طريق مساواة الجنسين و تواصلهما العفيف غالبا المشوب باللمم احيانا و المحفوف بالسعادة في كل حال.

يثبت ذلك شهادة امي التي عاشت وعملت في انجلترا لمدة خمس سنوات لم تتعرض فيها مرة واحدة للتحرش اللفظي او الجسدي او البصري وذلك للحرية المطلقة التي ترفع شأن الانسان فيشعر بضرورة الالتزام بالادب و المساواة بين الجنسين التي تجعل التحرش تدني يدفعك خارج منظمومة المجتمع المحترم و رجل الشرطة السائر الموجود في كل ركن لحماية المواطن – و هو كل من دفع الضرائب و لو مؤقتا – و رعايته في كل امر اثناء وجوده في الشارع او الامكنة العامة او الخاصة .

اذن التحرش عرض لمرض و ليس مرض اصيل، و العلاج السديد هو الحرية الانسانية السياسية الاجتماعية الدينية التي ترفع من رعي الانسان ،و نشر الشرطة في كل شارع بلا سلاح الا عصا صغيرة لحفظ الامن ،و السمو الانساني النابع من التعليم الجيد و الحصول على حقوق الانسان الطبيعية في المأكل و المشرب والملبس و المسكن والعلاج والتعليم و كل ما سبق هي السبل التي تجعل التحرش شيئا من الماضي.
اما في الوقت الحالي ، فعلى كل من يتحرش بها رجل ان تنزل عليه بكعب الجزمة او الصندل و تفضحه على رؤوس الاشهاد مع تجريسه بكل شكل ممكن ، و ذلك حتى يأذن المولى و يتم نشر ثقافة الحرية والانسانية و المساواة و كرامة الفرد، ويتم نشر الشرطة في كل شارع لتكبش كل بذئ من قفاه و ترزعه ست اشهر ، وحبذا لو تزامن ذلك مع تخصيص جريدة يومية لفضح من يتكرر تلبسه بهذه الفعلة الشنعاء حتى ينفضح مع اهله و يستعرون منه فيتوقف منبع البجاحة المستشري في مصر و النابع من انعدام العقوبة التي توقف المذنب فعلا و هي منذ فجر الخليقة و هي التعزيرالاجتماعي المتمثل في الخشية من التجريس و الحط من منزلة الاهل.

ادي المتحرش على قفاه و افقعيه على وشه بالجزمة
ده بني ادم عرة و عرة اللي رباه و ما لهش اي تلاتين لازمة
.

No comments: