Saturday, June 18, 2011

عشان الفقراء اولا لازم الدستور او شئ ثابت عشان يتكتب في العقد ان الفقراء اولا

ضرب مقال ابو الغيط قلبي في مقتل بصور شهداء الفقراء – في تصنيفه لهم- مع ان بعضهم يقبض يومية تزيد عن يومية الطبيب والمهندس العامل بالقطاع العام ، الذي اطلق عليهم وصف لا اعرفه و لم اسمع به ولكني ادرك معناه طبقيا و فكريا و هو انتماء اصحاب الصورة لفئة العيال الذين يعيشون على هامش الحياة ماديا و ينتمون للكرة و اللعيبة و يعشقون السباب المقذع لبعضهم كطريقة حياة اكثر ما ينتمون لمصر كما يذكر في الاغاني ، و الذين تبدو على سحنتهم في الصور المأخوذة في دكان عم عبده او احمد او يسري المصوراتي مظاهر الفخار و محاولة رسم الجدعنة والانتكة و الشياكة و التميز في آن واحد مع اوضاع تصوير مثل وضع الاصابع على الذقون و رفع قدم فوق الكرسي او النظر باستعلاء على المصور الخ الخ…

و رغم تباعد الطبقة المتوسطة الاعلى او الادنى عن هؤلاء الشباب فكريا و عمليا ، فهم لازالوا جزء عزيز من هذا الشعب ظهر فوق السطح بمنتهي الجدعنة والفدائية بعدما وجد من يوجهه و يبدأ في الحرب عنه بإخلاص فقرر فورا الالتحاق بالركب بل و القيام بكل الاعمال الصعبة التي لا يتقنها القائمون باطلاق شرارات بدايات الحركة - مثل احراق العربات و سحل الشرطة القاء المقذوفات عليهم و غيرها مما عجل بنجاح الثورة نجاحا ساحقا ماحقا يوم 28 يناير و ما تلاه - ،و هم العيال السيس الذين لا يحتاجون الثورة من الناحية المالية و يعيشون في مستوى جيد سمح لهم بالشعور بالاخرين و بمحاولة الاعتراض على ما يتعرض له اكثر المصريين يوميا ، و هو الشعور الذي لم يسنح لاقرانهم المغموسين في حياة اليوم بيومه التي تستهلك الشعب المصري المسكين كله حتى لا تترك له مجال لاظهار عراقة محتده و نبل مقاصده.

سنحت لهم تلك الفرصة بعد ان فتح لهم شباب الحركات الثورية الباب بفدائية يحسدون عليها و وقفوا في الشوارع عزل الإ من كرامتهم و صرخات قلوبهم الحزينة على بلادهم و اهلها الغلابة، و لو تركوا للشرطة لدمرتهم في يوم او يومين و لكن عندما اخلص احدهم النية لله – وليس للتفاوض مع سليمان ولا الركوب في البرلمان – و اخلص في رغبته في تحسين اوضاع غيره رغم استغناءه – مثل كل شباب حركات الوطنية للتغيير و ستة ابريل و نوارة نجم و ابراهيم عيسى و البرادعي و مصطفى النجار و غيرهم مما ظهر في صدر المشهد و تم سحل بعضهم على السجون في يومها – و كلهم مستغن و مستور و لا يبدو محتاجا لثورة بالمعنيى المفهوم ، وفقهم الله فورا و رأي فيهم الشباب الفقير و الشيوخ و النساء و الجميع املا حقيقيا و قلبا محبا و روح صافية فهب الشعب الذي شخصه الاطباء بالموت الاكلينيكي الجماعي هبة روح عظيمة شامخة واحدة فدمروا قوات العدو في ساعات عدة و قاموا بحماية العيال السيس والكتاب والمثقفين و اليساريين الذين خرجوا لا يعرفون المآل فوقف لهم ربهم اهل شعبهم يفادونهم و يحمونهم و يدخلونهم البيوت هربا من العسس و يسقونهم الماء و يقذفونهم ببصل الانتصار على الغاز و يدعون لهم و يقولون لفتى امام مدرعة تقذفه بالمياه كلمات نزلت على صدري بردا وسلاما و قلتها معهم " جدااااااع جدع جدع "، و لذا فالثورة اشعلها السيس و حماها الشعب الذي قالوا عليه خسيس فاثبت انه الرئيس الحسيس النميس الجامد قوي ، وكان لب المشهد و جل من مات امام الاقسام مغدورا مقتولا برصاص الخسة والجبن في سويداء القلب و الاعين و الجماجم هم عيال الحواري الذين لم يحصلوا من مصر و اغانيها و خيرها سوى على رصاصة و كفن و تجاهل اعلامي و حقارة تتمثل في عدم عقاب القتلة حتى يومنا هذا .

خرج هؤلاء الفقراء النبلاء بكل غضب السنين و احتقان القلب بمهانة من يعلم انه يستحق افضل من هذا و ماتوا و اصيبوا و اهينوا احياء ا و امواتا كي يعيش من بقي على بينة و تتحرر مصر و اهلها و كي يعيش اهلهم الباقين افضل منهم و يكون للابناء و ابناء الاخوة و الاخوات حياة افضل منهم، خرجوا بشعور ان باطنها خير من ظاهرها لنا ، و كافأهم مولاهم بالشهادة او الاصابة .

جزاءهم عند ربهم ولا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و لكن الحزن لمن بقي يشاهد المسرحية تتم فصولا و القواعد تعود لاصولها الخربة و كل جبان قاتل لابث في القسم او المركز او الوزارة بلا حساب، الميزانية خربة و الدعم لغير اهله و الجامعات يعمها الفساد والمحليات باقية بقاء السوس الناخر في جسدك يا مصر ، من بقي حيا يرى دماءهم الزكية ضائعة بلا نفع لهم ، و الفقراء لم تتحسن ظروفهم الفعلية خطوة واحدة.. لدرجة جعلت ابو الغيط يسب فصيل ممن قاموا بالثورة بأنهم ولاد كلب عشان الفقراء اولا…

اقول له هل تعلم لما كان يقال كل ساعة الفقراء اولا و لا يكون ابدا الفقراء كلهم؟؟؟ عشان مافيش دستور او عقد يقول انه غصب عن عين التخين في مصر على كل انواع التخان.. ان الفقراء اولا ..ليس الدستور لعبة ولا سد خانة بل هو العقد شريعة المتعاقدين الذي يوجه كل التصرفات فيما بعد و يسمح بحساب المجرمين، اما ترك الامور سداح مداح فهو قمة الاستغفال .. اما عن العدالة الاجتماعية فتسبق القوانين و تعلو عليها حتى تتحقق بدستور او بدون.. ليست المعركة على الدستور بل على شكل الغد..

لسنا نحن ولاد الكلب يابو الغيط..ولاد الكلب هم من فرقونا حتى الان الى اسلاميين و غير ذلك في الاستفتاء..ثم الى يسار و يمين ثم الى مخلصين وجواسيس ثم الى مسلمين و مسيحيين و اخر كرت هو اغنياء نخبة و فقراء مساكين.. ليست النخبة من قمعكم و سرقكم و نهبكم واذلكم ..ليست النخبة هي من اعادت كل شئ كما كان و لم يتغير في قوانين العدالة الاجتماعية شئ ..ليست النخبة هي من اصدرت قانون الاضراب و التظاهر .. و ليست النخبة الإ ناس حركوا و اثاروا هذه الثورة و تبعها الشعب باحسان.. التفريق بين الشعب و نخبته هو القاءها الى الذئاب كما فعل ناصر من قبل.. ضاعت مصر يوم ضرب السنهوري بالجزمة .. لا تضربوا النخبة بالجزمة و اعلموا ان كل شعب لابد له من نبراس و الإ ضاع في الكلام والشعارات ..

لسنا اقسام و لسنا اعداء و عدونا واحد و مرادنا واحد و هو تحرير هذا البلد من الافاقين و الكدابين و السارقين و بياعين الهوا ، الفقراء اولا يا ولاد الكلب… ان لم نتحد و يحترم الشعب نخبته التي حاولت ما استطاعت و يحترم النخبة شعبهم الذي نفعهم و نجدهم حين البأس فلا فائدة و لا رجاء…

عشان الفقراء اولا .. القانون اولا يتغير .. و القانون عاوز دستور و الدستور عند المسؤول و المسؤول وقعنا في بعض .. و البعض مش عاوز يفهم.. ها نقول كمان؟؟؟؟

No comments: