بعد التحية والسلامة و اما بعد،
اقرأ لك منذ امد بعيد و احترم للغاية تشعب معارفك و تغول قراءاتك التي ادركها بحكم قراءاتي و قضائي لحياة عبرت مرفئ الاربعين عاما وانا لا افعل سوى القراءة و القراءة. و كنت احترم قلمك الشريف ودمك الخفيف معا و لا يؤرقني منك الا اهلويتك التي اجدني رغم سعة صدري لكل مخالف ضيقة في موضوع الاهلي بتاع حسن حمدي و آل ثابت.
المهم انني و دوما وثقت بكونك شريفا مخيفا للاشرار و صديقا حفيا للابرار و المثقفين السابحين على سطح بحر متلاطم امواجه من الجهلة و الادعياء و الحقراء في اغلب الاحوال.
جاءت هذه الثورة و جاء معها موقف نبيل لك يشي بطبعك و خلقك و طبيعتك الحرة الابية و من ثم وضعتك مع اربعة كتاب لا خامس لهم في قائمة من اثق بهم لاطلاعهم على ما لا اعرف و نزاهتهم وكلهم الا واحد في قناة التحرير. و من ثم جاء شكي فيك بعد مناصرتك الغير مبررة للمجلس في قرارات تتسم بالتواطئ و المباركية القحة و هو ما ازعجني خوفا على مصر و قض مضجعي، فما احسب انك تود لبناتك ان يترعرعروا في بلد يحكمه و يدير شؤونة مباركيون اكثر مما اود انا لاولادي الايتام ذلك.و استهلك ذلك الفكر من وقتي و صفاء ذهني الكثير و احترت و لم ادر اي قرار اتخذ فيه،و لكن نهاية وثقت بقلبي و عقلي الذي يقرأ لك كل حرف منذ دهر بعيد و بجرأتك و انفلات قلمك الامني الذي طالما اضج مضاجع السفهاء كما اضج هؤلاء السفهاء مضاجعنا بانفلاتهم الامني والوطني و النفسي و المالي الى اخر ما ادى بنا اليه الحكم العسكري الذي لا يعرف و لايفهم الا الطاعة و الانصياع و لا يصلح لقيادة اي شئ و ليس شعبا عريقا مؤمنا قويا عند تحرره و ضعيفا و نذلا ان تم اذلاله و تقليل قيمته.
انا قلقة ايما قلق لازلت و لكني اخترت الثقة فيك بعد مقابلة في نادي سبورتنج حيث سألتك عن المرحلة الانتقالية و لم يتسن لك الرد عندما حاصرتك الوفود المرحبة بك، و لكن وجدت مقالك اليوم جامعا مانعا و احطت فيه بكل ما يخامرني و يخامر مصر كلها من توجس و سوء نية تجاه مؤسسة لطالما حمل لها المثقفون -اذا حملت عصا الحكم -اسوأ الذكريات و تاريخا من الاندحار والاندثار والهزائم ، على عكس موقفها حين اسند اليها واجبها فأدته بمنتهي الشرف و الامانة ولا غرو فهم ابناء حضارة و ثقافة عريقة و ايمان كبير عند اضطلاعهم بكبرى المهام و هم كالمصريين الاصلاء غاية في السوء حين تحملهم مسئوليات ليست من صميم اعمالهم مثل توليهم الحكم لمدة 60 عاما كاملة .
و بعد ، فقد استرسلت كعادتي في الكتابة الغير منضبطة و هي ما منعني من الكتابة اصلا اذ يختمر في عقلي الكثير من الافكار و لكن لا استطيع صياغتها في شكل احبه كما احب كل الكتب التي اقرأها لك و لغيرك من كتابي المفضلين، و اعتذر و لكن احييك و ارجو ان يصدق شعوري و تختار ان تقف بجانب الشعب دوما و دائما كما انت و ليس بجانب السلطة و ان خفت من بدائلها على مصر، والله ما اسوأ من حكم العسكر الا حكم رجال الدين و يبدوا ن المسار الذي نتبعه سيصل بنا الى احدهما فلك الله يا مصر.
ارجو من الله ان يوفق رجال وقادة المجلس الذي فوضهم مبارك الغير مبارك الذي فوضه السادات الذي حبس خيرة رجال مصر و رفد ابي من العمل في 1982 و الذي فوضه جمال عبد الناصر الذي اذل الشعب و كسر عينه و اضاع ارضه و لكن اطعمه و علمه و اسكنه على حساب المحل حتى خرب المحل و الصحة والتعليم و الاكل ،وكان عبد الناصر تفويضه ان اوعز بضرب السنهوري بالجزم و حبس نجيب حتى مات و اعدم الخميس و البقري بعد الثورة بشهر و خرج على فاروق ليصبح عندنا الاف الفاروق على اوسخ كثيرا.
ما اريد ان اقوله ان حكم الطبقة العسكرية لمصر افقدها طابعها المدني الليبرالي الفاسد ولكن السائر مع الانسانية واوقعها في براثن العسكرة و الطاعة والثقة والاصحاب و التحالفات والمخابرات والقرارات الفوقية وادى بمصر و هي اغني بلاد الارض و احلاها الى ما نحن فيه حتى صار المصري يحسد ماليزيا و جزر القمر.
اطلت عليك و لكني ابثك همي كما منحتك ثقتي و قد تكون في غنى تام عن كليهما و لكن شكرا لاستمتاعي بالتحاور معك و حتى القاك في جلسة قد يجود بها الزمان علينا وقتا ما، اتركك و اترك مصر في رعاية الله و شكر
1 comment:
نحن بحاجة لوضوح الرؤية
فيه معترضين على مجلس رئاسى مدنى لكن ممكن حد من اللى يقدر يوصل للمنصة فى ميدان التحرير يعرض جبهة انقاذ وطنى او مجلس مساعدين مدنى او مجلس استشارى مدنى...اى اسم ...المهم المجلس العسكرى ده بيولع البلد و يغرقنا
محتاجين دستور يشترك فيه كل الاطياف يطمن الناس انها دولة مدنية و ان ماحدش ح ينقض على مكاسب الثورة و يحولها لثورة ايران
Post a Comment