Monday, May 23, 2011

يا خي يخربيتنا احنا يا شيخ

يا مصر قومي و زقي الظلم كلها زقه و تعدي.. و الميدان يميل على الحلم.. و أشوفك حرة و أشوف سعدي.. يا مصر




كثر الحديث عن مصر التي أهواها و تهين محبتي و لكن مهانتي أنساها ، كثر الحديث عن ثورة غيرت وجه الدنيا و جددت سيرة القصص و الملاحم ،و سوف تذكر مثلا عند ذكر كلمة ثورة حتى يرث الله الكريم الأرض و ما عليها بإذنه جل و علا.

قال احد الممثلين المشهورين مقولة "الله يخربيتنا إحنا يا شيخ "في معرض التعليق على قيمتنا مقابل قيمة حكامنا ، إذ نعجز عن التغلب عليهم و عن إبداء أرائنا فنستسلم لهم تماما و ندعو الله ان يخرب بيوتنا لتعمر بيوتهم القائمة على ذلنا و كسر نفوسنا و إذلال أولادنا و هتك عرض بناتنا . و فيما اعتقد، فماسبق ذكره يرجع لاعتقاد المصري - قبل ثورة و فورة و قصة و ملحمة و جمال و كمال - يناير ان دعاءه - اذا دعا - على نفسه و أولاده اقرب للاستجابة من دعوته على ظالميه و محتليه المصريين قبل الأجانب منذ التاريخ القديم. اما ذلك الاعتقاد فنابع من ايمان المصريين أنهم يستحقون بشكل ما هذا الهوان لصمتهم و صبرهم الطويل غير المبرر ، بحيث كان خراب بيوتهم هو النتيجة النهائية المستحقة عليهم في كل الأحوال.

و لكن ، نعود للثورة المجيدة التي يجب ان يقال فيها لشعب مصر ثرت فنصرك الله و ما ثرت إذ ثرت و لكن الله منح ثورتك الانتصار و نصرك من حيث لا تحتسب ،و كتب لك في كتب التاريخ العزة و الفخار بقوة شكيمة الأولاد و الثوار ،و صدقهم و صبرهم حتى اتكل الفرعون المأفون و غار، وصدق الله حيث قال ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و هو الحق من لدن حكيم خبير.

مرت إذن أيام الثورة و قام بها أولاد مصر و شبابها بدعوات على الفيس بوك و التويتر و بنضال القائمين على شعلة الحرية من سنة 2000 و ما قبلها و بجهود مظفرة من أعضاء يبتغون وجه الله و لا يتبعون جماعة و لا شماعة و لا شيخ و لا عمامة و لا يأتمرون بأمر احد سوى أنفسهم فافلحوا حيث فشل بائعون الكلام المتسابقون على الصفقات مع الحكام و المناضلين بالحنجورية و الإعلام حتى اذا حانت الثورة لم ينعم الله عليهم بقسط منها حتى نجحت وبانت و صارت كلها كام يوم فصار لهم صوت و بدأ نعيق البوم. حينئذ أدرك الحكماء و أصحاب العقول ان الثورة قد بدأت رحلة النزول بدخول القطب الثاني من النظام القديم في الحلبة و علو صوتهم و حنجوريتهم الكاذبة التي تشق الصف و تميع الموقف و تتسبب في وقوف المراكب السايرة و تعطلها .

مرت الثورة و أسقطت النظام و بان القطاف و كان يمكن ان تخرج مصر من النفق المظلم لما سبق الثورة -التي لم تؤثر ولم تؤذي مصر بأي شكل اثناء احداثها بأي عمل ينسب لافرادها، بل اذاها حكامها- بعد أيام معدودة اذا تم تطبيق المنهج الثوري مباشرة بعد خلع المخلوع و ذلك عن طريق القبض على شلة الحرامية والأفاقين وخدامهم في كل الميادين و كلهم عن بكرة أبيهم لا يزيدون عن عدة مئات من الحرامية الذين يقبضون ما يزيد عن خمسين الفا في الشهر ،و هو مؤشر هام لأفراد العصابة و من جاورهم ، و إلا فخبرني لما يمنحك رئيس المنسر و أعوانه ما يزيد عن خمسين ألفا من الجنيهات إلا رشوة أو ثمن لشئ قدمته لهم أو تقدمه كل يوم ؟؟

كان من نتائج ذلك ان ظل كل شئ كما هو و لم يشعر احدنا بعد شهور بقيام الثورة في أي شئ ملموس في حياتنا ، ما عدا طبعا ما اختص بهروب حراس الشعب المتخصصين في ضربه بالجزمة و وصفه بأقذع الصفات و المنوطين بحفظ نظام الحكم و ليس صالح الشعب بأي معني من المعاني.
ولكن بدلا من انصلاح الاحوال فقد حل و ظل كل حرامي و مستفيد و متنطع و كذاب و قاتل و قذاف أعراض و قاضي مرتشي و ضابط معتدي و طبيب مستهتر و وزير متكبر -ما عدا عشرين من الأكابر المقدمين على مذبح التضحية اذا لزم الأمر- في مكانه السابق ، بحيث يستطيع ان يخرب و يلفق و يضبط و يداري و يطرمخ و ينشر الفساد و الإفساد و الخوف و الشائعات و الخراب كل يوم و كل ساعة حتى فقدت الثورة بهجتها و فورة جمالها الذي أذهل العالم و أوقف الناس ينظرون كيف تبني مصر قواعد المجد وحدها واقعا لا غناءا.

و الحاصل ان هذا يستهدف إخماد روح الثورة و إعادة إنتاج المصري المكسور المذلول المهان ،الضائع كما الخراف و القطعان، وتثبيت صورة المصري بهذا الشكل يحقق لأباطرة الفساد و أباطرة البلاد العربية الأخرى المرتبطة بنا تاريخا و حكما و عدلا و كلية بالكامل حلم الاستمرار الذي اقترب من التحول لكابوس في حال تحقق مصر الحرة الأبية بحرية و آباء اولادها و بناتها و ليس بالاناشيد - التي تعرف ما تريد و تستطيع الحصول عليه و هو آخر ما يريد العالم كله حكومات و مجرمين و على العكس هو عين ما يريد العالم كله شعوبا محكومين.

هذه المدونة موجهة للمجلس و لكنها قبله موجهة لشعب مصر، أهلي و ناسي الفلاح و العامل، و المتعلم و الجاهل، و المرأة قبل الرجل، و السوي قبل المصاب، و كل من كبر و صغر على أرضها، و رأي بأم عينيه ما هو قادر عليه و قدر عليه فعلا بعون الله الذي كتب في كتابه ان من نصره لينصرنه وعدا للمتقين .

يا شعبي الجميل القوي ،العزيز المسالم و الأبي، لا تدع أحدا يجرك للوراء و يقنعك انك لا تستطيع أو أنها فورة و عدت .. أنت نور الصباح الذي لاح للعالم فأضاء جنباته و جعل الفلسطيني يرفع علمك و هو يغني للحرية والسعودي و التونسي و اليمني و الليبي يرقص فرحا لانتصارك العظيم في تدمير واجهة من واجهات الاستبداد المفروض علينا منذ عهد انقلاب الأحرار الذين أسرونا والجهلاء الذين جهلونا و الأغبياء الذين أضاعوا سيناء و غزة معا في اقل من عشرين عاما .

يا شعب مصر ان الحرية هي املك الوحيد و هدية الله لك بعد صبر ،و كل ما حال بينك و بينها مجرم و عدو اكثر من الصهاينة، و كل من أعانك عليها بطل و اكثر بطولة من ابطال 73..

يا شعب مصر العظيم بعظمة ما منحك الله من نعمه و قوته : استفت قلبك و لو أفتوك ، استفت قلبك : هل من مات في الميدان مجرم و مندس و عميل و حقير و عاهرات و مومسات و قوادين و كدابين ؟
هل من يغنون عليك و يكذبونك و يكذبون عينيك من ستين عاما هم المحترمين ؟
هل تشعر الآن كما شعرت يوم 29 يناير- رغم الفراغ الأمني المجرم- بالحرية و الهواء النقي و بحلاوة أغاني شادية و وردة و عزيز الشافعي في حب مصر و فخرك بقوتك و باولادك ؟

هل نسيت شعور الكرامة والاستقلال و القدرة على التعبير عن ذاتك ؟ هل احتل وجه العملة الآخر في الحكم مخك بوجوب نعم و حرمانية لا ؟ و بهجة الاستقرار الذي كذبوا عليك به؟

شعب مصر : هل أنت مرتاح؟ هل أنت مستقر؟ هل أنت أفضل حالا؟ هل تعرف ان الحرية هي حقك و رزقك و نتاج عملك و دم أولادك ودم و عرض بناتك ؟
الم تكتف ذلا و عارا و استقرارا في الذل و العار و الضعف معا ؟

يا أهل مصر و إنا منكم ، يا حكام مصر و انتم مني، هل تريدون ان يذكركم التاريخ بأنكم من كرس الحكم الفاسد و أضاع الأمة و شمت الأعداء فينا ؟ أم هل تفضلون ان يتم ذكركم بوصفكم محررين مصر و رأس حربة نهضتها كما محمد علي ؟
التاريخ ينتظر منكم الحل و الحل هو الاستماع للشعب و التخلص من النظام القديم بأسره و شعب مصر يغفر لكل و لأي متورط في اي شئ طالما تركه و خلعه قبل الحساب.

اخطأ المجلس كثيرا وطويلا و في كل اتجاه، و لكن الإصلاح ميسور و سهل و في يديه، أولادكم و أحفادكم في الميزان فأحسنوا الاختيار و لا تظلموا شعبا طال عليه الأمد و تكالبت عليها السنون و هد من مقامه كل غني سقيم يملك الجاز و لا يملك الحكم المستقيم ، لقد سخر منا كل من هب و دب و آن أوان مصر الآن ـ فكونوا لمصر لا عليها و لا تصدقوا من يقول لكم انه يعلم صالح الشعب ، فقد اثبت هذا الشعب انه أعظم و اعرق و أفضل و اسلم و أرجل و اجدع و اروش شعوب العالم ، فكونوا معه.

مصر أنجبت الحرية و قد ولدت و لن تجهض، فقد تنفست و ملأ هواء الحرية صدرها ، و على من يقيد أرجلها و يمنعها ان تحبو و تقوم املا في ان تظل مشلولة فتكرهها أمها و تلعن اليوم الذي أنجبتها فيه ومن ثم تحقد على أولادها- الذين جلبوا مولود الحرية الشائه للحياة -ان يحذر و يحذر و يدرك ان الأمهات تكره من يقيد فلذات أكبادها و ما ادراك ما ثورة الام دفاعا عن وليدتها و حصاد احلامها .
و ازيدكم من الشعر بيت بأنني لا اعتقد ان ورد الجناين الطارح في ميادين مصر سوف يقبل ان تجتث جذور حريته و شموخه دون مقاومة حتى لو طال الأمد و زاد الكمد و تسبب ذلك في ضياع الصالح و الطالح معا .

اتركوا وليدة مصر تحبو و تقوم بالحرية و الأمان و اعلموا ان الله لا يغفل ولا ينام.

2 comments:

Tears said...

انا مش متخيلة ازاى الاخوان او التيار الدينى عموما اللى بيدعوا الدين ساكتين و همه شايفيين ان حق الشهداء راح و ان اللى حوالينا تمثيليات

assour said...

حنعملهم ايه بقى؟ العيب في الدماغ