يبدأ الأسبوع- مثل كل أسبوع - بأخبار سخيفة تقض مضاجع الثوار و أصحاب الفكر الثوري و تمر مر الكرام على أصحاب الدعة ،الفئة الوادعة الخاضعة،الإ لكل مقاومة أو صرخة فهي – حينئذ و فقط حينئذ- رادعة.
فمن هم الثوار؟؟ هم الذين يغضبون فيثورون فيشنقون أو يقتلون ، هم النور المبين و رسالة الحق للمقموعين الشاربين الذل من اثنين و خمسين، هم طليعة شباب طبقات المجتمع كلها الذي يتوقون بحكم شبابهم و اطلاعهم على الدنيا و الحياة إلى الكرامة والأمان المحفوف بالعزة لا بالذل و الانكسار الذي رضي به معظم الأجيال السابقة لهم الإ قليلا.
و من هم أصحاب الدعة يا صديقي \ صديقتي ؟ هم الودعاء الطيبون الذين لا يشنقون ، ذلك أنهم لا يثورون و لا يريدون من الدنيا سوى الحياة الهادئة و البيوت المستورة و المدافن المنتظرة بعد عمر طويل شرط ان ينقضي دون اي خروج عن قضبان قطار الذل الذي ورثوه عن أسلافهم.
يغضب اذا الثوار و أشياعهم و يرغون و يزبدون نتيجة للتواطؤ والتباطؤ و التطابق- كل التطابق - بين أساليب عهد انتصروا عليه بدماء أصحابهم و خلانهم - بل و بعيونهم التي اتفثأت و قلوبهم التي اخترقها الرصاص و أرجلهم التي سكنها الحديد بلا جريرة إلا الاعتراض على الظلم و الظلمات -و بين أساليب العهد الجديد الذي لم يتغير منه الإ الأسماء و الحلل في حين يستمر الإذلال و الشلل، فيقررون استمرار الثورة للحصول على ما يساوي مقتل و تشويه و تعجيز و إعاقة ما يزيد عن 15000 من الشعب الطيب الغلبان وهو - ان سمحتم لي- حقهم واقل من حقهم و الله على ما اقول شهيد.
إما الودعاء الطيبون فيغضبون، و لكن حاشا لله ان يكون غضبا لمن مات أو عمى أو تشوه أو لمصر التي لم تستعد مليما و لا كرامة فرد واحد و لا حق مواطن واحد، بل الغضب كل الغضب لأن الثوار يعطلونهم عن البيدزا و الريش و الخروج إلى كارفور و السهر في المقاهي و السير في أمان في شوارع آمنة لهم نتيجة لكونهم ودعاء طيبون -و غالبا أقارب لواحد أو اثنان من الضباط أو القضاة الطيبون - بحيث لا يؤثر فيهم افتقاد الشعب بأكمله للامان تماما عند مسيره في شوارع المحروسة ، اذ لا يعدم الشعب المسكين تهمة البلطجة أو النظر بعين ردية للبيه أبو دبوره أو مجرد التواجد في مكان شعبي تكثر به الحوارات والخناقات حتى يدخل سلخانة الشرطة - الهربانة الجبانة التي لم تحاسب حني الآن - التي لا يعترف بها الأخوة الودعاء الطيبون.
و من ثم يبدأ التطاحن الإعلامي من جهة السلطات لتحطيم الثورة من خلال الودعاء الطيبون الذين يريدون الهدوء و لو على الموات والبلاء، و لا يرون فائدة للكرامة ولا الإنسانية و لا اي شئ مما يطلبه الثوار، و يبدو للسلطات أنها أفلحت و نجحت، و اذا بالثورة الغضة والفتية النضرة و الشعب الغلبان ،الذي يعلم ان كل شئ أسوأ مما كان، بالنسبة له على الأقل،تخرج من قمقم الكذب و حصار الزيف عملاقة، مشتاقة للحرية والعدل، فتضرب كل ذلك في مقتل ،فيزداد الحنق و الخوف من النور الذي يكرهه المجرم بطبيعة إجرامه ، و يكرهه ايضا من لم يألفه حتى ظن الظلمة نورا و ظن القيد سوارا فاستحلاه و عاش به.
و تسمع و أنت في منزلك قصص منفصلة متصلة توضح لمن يستطيع الإحاطة بها للحقيقة ،و تشير بجلاء تام إلى عودة النظام بكامل قوته ممثلا في اغواته المتروكين ليعبثوا بالبلاد و العباد منذ 4 أشهر كاملة ،و قد دانت و حانت لحظة الوثب علي مصر الآن ،و استعادتها كاملة مكتملة ،أو على اقل تقدير تركها للاحتياطي الواقف على الخطوط منذ بدء الحكم العسكري ، و هم الذقون والعمم التي تبيع أباها - و قد باعت مصر فعلا مرتين من قبل - من اجل السلطة و السلطان.
فنسمع يا صديقي \ صديقتي، عن عدة حوادث متفرقة في أقسام متباعدة لا يربط بينها شئ بعينه تتراوح بين السحل و تلفيق التهم و القبض على ناس بدون وجه حق و تلبيس قضايا لأهل الشهداء على الماشي أيضا.
و تتري عليك أخبار الإفراج عن فلان عشان البروستاتا التي نامت و عاشت بالطول والعرض حتى قامت الثورة فتذكرت -او تذكر لها الطبيب -ان تتسرطن في السجن. يمر يومان يتحفونك بان فلان اكتشف المحققون الراسخون براءته التامة في شأن مئات الساعات التي يملكها و يبلغ ثمنها ملايين اذ لا تعدو ان تكون هدايا من ملوك و أمراء و حق خالص له دون شبهة و لا مراء .
و بعد ذلك تشنف أذناك بواقع ان مستشار رئيس الوزراء الوديع الطيب – رئيس الوزراء و ليس المستشار - يقول ان اي اعتصام سيتم فضه بالقوة و على المتضرر يروح في ستين داهية فقد عدنا و عادوا (و البلد رجع لجلاده )و كده.
و كمان شوية تجد أخبار عن قانون أحزاب فوقي علوي زى زمان ، و قانون دور عبادة فوقي علوي كذلك و إعلان دستوري إخواني عسكري لا يعرف احد عنه شيئا ، و غيره و غيراته ، حني فاض الكيل و بلغ السيل لحد رأس سعد زغلول في المنشية و قال تمثاله الحجري مافيش فايدة و غطيني و صوتي أو ما تصوتيش خلاص البلد اتسلم للحرامية تاني و عليه العوض.
تبدوا الأحداث واضحة و متسلسلة منطقيا ، فحين يظل كل أعمدة النظام في مكانه فيجب ان يتأكد للحمار- الذي يحمل او لا يحمل أسفارا- ان النظام نفسه قائم و يحمي قوائمه و يقطع أرجل كل أعدائه الخونة المارقين الشباب الأحرار .
و لكن و على الجانب الآخر فسوف يمر الزمان فيلعن قاتليهم و مخونيهم و يخسف بهم الأرض و لهم في الآخرة سوء المعاد. و سوف يذكر التاريخ للشباب القوة والعزة والأمل و النخوة واحتمال المكاره و ضغوط الودعاء الطيبون و سفالة الشرطة الخؤون و تباطؤ و تواطؤ القانون و من يسيطرون، و هو حق لو تعلمون و من سنن هذا الكون.
و بعد، في كل شارع في بلادي :لخبطة فكرية نظرية دراسية قانونية شرطية بوليسية دعوية عممية كنسية دينية علمية تأليفية حوارية. و ارجع و أقول يا مصر زقي الظلم كلها زقه و تعدي! …
No comments:
Post a Comment