رسالة الى عزيز مصر:
عزيزي عزيز مصر الذي يحكم بلادي حاليا بتفويض من ثورة عارمة تم الالتفاف عليها و ينتظر المنتظرون تآكلها بفعل الزمن و الضغط الإعلامي و التحالف السياسي بين الجهاز الأمني و الجهاز الأصولي( المتسربل و المنتفع بالدين و مقامه لدى كل مصري ) الساري منذ قيام حركة الثالث والعشرين من يوليه 52.
عزيزي عزيز مصر:
لديك -و ليس لسواك- فرصة تاريخية غير مسبوقة للانتقال بهذا البلد الى رحاب حقوق الانسان و الحرية الكريمة التي كفلها القرآن قبل بقية الانام بعدة قرون، لديك فرصة غير مسبوقة -مع معاونيك- للانتقال بهذا البلد الى مصاف البلاد الكبري و هو قدرها و مآلها الذي يتم اغراقه في الفاشية والعسكرة و الدكتاتورية منذ قيام ثورة وأدت المدنية ( بكل اخطاءها التي يعترف بها الجميع) و ادت بنا الى موقفنا الحالي حيث لا يتمتع مواطني مصر -و هم اصحابها الاصليين - بما في ذلك انا و انت و هو و هي (من كل طوائف الشعب و طبقاته و وظائفه سيادية او غير ذلك ) بأي حقوق لا انسانية و لا حتى حيوانية .. لا مال و لا كرامة و لا آدمية و لا سكن جيد و لا تعليم محترم و لا علاج نافع و لا الحق في السير بأمان في شوارع بلاده التي احتلها الامن المتضخم المتغول في صورة رجال امن هم اقرب للمجرمين والسفاحين و الكلاب السعرانة في معظمهم و الكثرة الغالبة منهم ( و يجدر الاشارة ان ما حدث لهذا الجهاز هو ما امرت به القيادة السياسية وارتاحت له و دفعت اليه من تغريب و عسكرة للشرطة حتى تكون جهازا عسكريا ضد شعبها و اهلها للتحكم بهم و احتلالهم داخليا بلا رحمة ولا شفقة و لا مواثيق قد تحترمها قوات احتلال اكثر من تلك القوات الغاشمة).
عزيزي عزيز مصر :
لم احب المؤسسة العسكرية ابدا نتيجة لتولي ممثلين منها و عنها مقادير مصر من ستين سنة كاملة انحدرت فيها مصر كل يوم و كل ساعة حتى صارت اقل قدرا من بلد حقير صغير عميل سارق و حرامي كاسرائيل ، بحيث تتبجح تلك بقوتها و ضعفنا، و حرية اهلها و ذلنا، و احتلالها ارضنا ،و تفوقها علميا و عمليا و انسانيا علينا.
حتى هذه اللحظة تعد الاشارات الواردة من لديكم متضاربة، و تبدو الرغبة في الحفاظ على نظام مدمر و قاتل هي السمة الغالبة على القرارات في الغالب مع ميل للقضاء على الفساد ولكن الحفاظ على النظام بهيكله المعروف المريح المعتاد .
و لكن و على الرغم من ذلك، فلم تزل الفرصة سانحة و الوقت متاح لتغيير الدفة و احترام الانسان المصري و شراء خاطر اهلك و ناسك و ليس الجهاز الامني الذي ترتاح له (بحكم عملك الذي يرفع الامن الى اعلى المقامات في الحرب و العمل العسكري عامة و هو حق و مفهوم ، ولكن في وضع مصر الحالي فما ينفع الجهاز العسكري لا ينفع بالمرة في الجهاز المدني و ما ينفع في الحرب لا ينفع في ادارة الحياة اليومية ) .
اعلموا ان عسكرة البلاد و العباد كلهم مفسدة لها و مجلبة للفقر و الجهل والخوف و الذل حيث ان العسكرية بواقعها الفعلي وضع مؤقت يسري عند الحرب و لكن لا يمكن استدامة الانظباط و العقوبات المبالغ فيها و منع المعلومات عن الناس في الحياة العادية ،كما لا يمكن الثقة باجهزة جاسوسية و مخابراتية في التجسس و التصنت على اهل البلاد و اصحابها والتنكيل بهم عند اعتراضهم على النظام الذي يصير كأنه قوة محتلة ، و تفويض تلك الاجهزة (التي يسمح بها الشرع و العقل في حالات الحروب فقط حماية للارواح و البلاد و العباد و يذمها و يحرمها في السلم على ا لاطلاق) بالتحكم في البلاد و تسييرها في نطاق ثقافتهم الامنية القاصرة التي لا تحيط بضرورات الحياة و اسسها و تتعامل من منطلق امني و حسب.
عزيزي عزيز مصر:
انادي فيك المصري الذي كنته قبل ان اخاطب العمل الذي امتهنته، الحق والعدل و الحرية والكرامة مفاهيم يدركها الجميع و ليس للتخلي عنها اعذار و لا مبررات، و من رضي لغيره بالذل كتبه الله عليه عاجلا ام اجلا ، اكتب بيديك حرية هذا البلد و قدمها لاهلها الذين قدموا الكثير و الكثير للحصول عليها و لا تشترك في حرمانهم منها.. الشعب المصري يستحق الكرامة والعدل.. و من الافضل ان يحصلوا عليها الان قبل ان يسلط الله علينا جميعا الغضب و المذلة و ندفع جميعا ثمنا دفعناه بالفعل من قبل.
ان افلات القتلة و الحرامية واللصوص و المرتشين و الافاقين و المدلسين و الاعلاميين الكاذبين باجرامهم بعد ثورة كهذه يرسل برسالة مفادها : طظ في الشعب و الحرية والبدنجان..كله يشوف نفسه.. و هذه رسالة تؤدي لحنق و غضب يتفجر في الشوارع بعد ذلك مثل الثورة الفرنسية التي قتل فيها نصف الشعب الفرنسي و كل حكامه و جل الطبقة الوسطى و كثير من الثوار انفسهم.
لن ينفع الامن و لا الشرطة ولا اي قوة في كبح جماح شعب ثائر لاهدار كرامته و انسانيته و ثائر من التضييق عليه و استغفاله من جميع الاطراف..
عزيزي عزيز مصر لآخر مرة:
مصر تنادي من يحكمها الان و تقول لقد قدمت و اثبت ان اولادي عظمة على عظمة و لا ينقصهم شئ بل هم فخر البشرية باكملها.. و لم يتم حتى تاريخه ما يثبت ان اولادي سوف يحصلون على حرية غير منقوصة او حقهم ممن استلبهم او حتى مجرد العدل العادي، انا كمصر غضبانة و سوف امد حبال الصبر كمان يومين.. اما بعد ذلك ، سأعلن احباطي و استيائي و سوف يتحدث اولادي بالفعل لا الكلمات.. امنحوا اولادي حقوقهم الان و هو في ايديكم و سهل عليكم و كل المطلوب هو القبض على رؤوس الفساد و محاكمتهم عسكريا ا لان و لكم مني الامان.. و اعتقد كل عاقل يوافق على اعفاء الجيش باكمله من كافة انواع الحساب على اي اتهامات قد يتورط فيها اي منهم في اطار النظام السابق و ذلك بناء على موقفكم من الشعب الذي هو منكم و انتم منه.
مصر تنتظر و قد زاد بها الحمل و طفح منها الكيل و بلغ السيل الزبى.
كفى
لكي لا يزايد علي احد بماذا تريدون في خطوات ملموسة تحقق الحرية و تمنح مصر الكرامة والقوة التي يستحقها اهلها ، اليكم المقترحات:
اولا: تعيين حكومة من احرار مصر الذين شاركوا بالثورة اساسا و هم كثر بداية من ابو الغار للزراعة ،للبرادعي للعدل ، لزويل للتعليم ، لبلال فضل للثقافة ،و النجار للاقتصاد، و ان كنت اعضد تعيين البرادعي رئيس وزراء و نائب له ابو الفتوح و معهم نور و حمدين و غيرهم. .
يجب بيع التلفزيون كشركة مساهمة مصرية باسهم للشعب المصري مستقلا عن الحكومة تماما و فتح الباب لحرية الصحافة والاذاعة فورا و قانون للتلفزيون والاذاعة يمنع التجريح و التكفير و السب والقذف فقط ويسمح بالرأي كله بلا استثناءات.
ثانيا: رفع الحد الادنى للاجور بعد خفض الحد الاقصى حالا الى عشرين الف جنية بالكتير بحوافزه بسلطاته و كله كله حالا
ثالثا: : تحويل كل مديرين الامن لمحاكمات عسكرية بصفتهم مسئولين عن مقتل كل المصريين ،ال800 في اقل تقدير، و لو كانوا جواسيس لما تسببوا بمقتل الشباب البرئ بهذا الشكل. تحويل الشرطة الى هيئة مدنية بتدريب 6 اشهر تقبل خريجين حقوق و غيرهم و تحويل كل اختصاصاتها الغير متعلقة بالامن الى هيئات مدنية للسجل المدني و الجوازات و السياحة والمطافي و هلم جرا على ان تتبع محافظاتها و لا تكون مركزية اطلاقا.
رابعا: انتخاب جميع رؤساء كل المؤسسات بداية بالمحافظين من اهل المدينة حتى يهتم بهم، الى ناظر المدرسة و حتى عميد الكلية و رئيس المدينة و عمدة القرية و تحويل مصر الى بلد مدني لا يعمل به اي عسكري سوى في عمله العسكري او عمل خاص لا علاقة للحكومة به اطلاقا
خامسا: يتولى وزارة الداخلية حقوقي مثل استاذ جمال عيد او غيره مع تسريح كل لواءات الشرطة حالا باستثناء العيسوي( الذي يراه الجميع شريفا لكن ضعيفا) و يحق له تسريح كل من يراه، و يتم مع ذلك تسريح كل القضاة المشكوك فيهم و الضباط الذي قفزوا الى مقاعد القضاة والنيابة و عزل النائب العام فورا و نائبه كذلك و تحويل كل رؤوس النظام الى المحاكمات العسكرية والافراج عن كافة المعتقلين السياسيين فورا
هذه بدايات و اشارات تجعل الشعب و الثوار يثقون في غد افضل، اما ما يحدث الان فهو ارهاصات ثورة قادمة تقضى علينا جميعا و على مصر كذلك لا قدر الله.
اكرر التعامل المخابراتي الامني مع شعب مصر خطأ و خطيئة و السيف فوق رؤوسنا جميعا.. من استعان بالصالحين كان منهم و من استعان بالمجرمين فقد اختار طريقه، الله اهدنا جميعا سواء السبيل يا رب و احفظ بلادي و اهلها
No comments:
Post a Comment