بمناسبة 25 يناير قلت اكتب شوية كده مع اني مش كاتبة بالسليقة لكن اهو كلام اخو حديت و يمكن نستفاد من الحواديت.. Just my musings and short flights of imagination.
Thursday, May 26, 2011
من بحري و بنحبوه و ازاي نقدروا ننسوه.. الاسكندرية
هذا الكوبليه ملخص شديد الإيجاز و الإعجاز معا في وصف الاسكندرانية:إحنا منين،و إيه رد فعلنا ،و ازاي نعمل اي شئ غير المكتوب علينا؟؟ و يظلل هذا الكوبليه العبقري الإلزام الضمني و المنهجي بالصراحة والإعراب عن مكنون الصدور رغم العيب والمجتمع و الأعراف ، و تلك هي مقومات السكندري الحق: الصراحة المشوبة بوقاحة و الصوت العالي في كل أمر ،و الجدعنة والحب الشديد للمكان و الحبيب ،و الإيمان بالقدر إيمانه أو إيمانها بالبحر و الأمواج التي تروح و تجئ و تلك سنة الله و أقداره التي يعرفها أصحاب البحر تماما.
إحنا اجدع ناس!
تجد السكندري يقول "انا اسكندراني " بخفة و دلع و عنجهية غير مبررة أحيانا ،و لكن بإيمان كبير بصدقه على الأقل في اعتبار ذلك حقيقة لديه و في قلبه. الإنسان السكندري- بالطبع و مثل كل الأناس على الأرض - متفرد بذاته و هذه أيضا سنة الله، فليس السكندري مفضل على القاهري أو الاسكتلندي أو الاسكيمو أو الفنلندي أو غيرهم بأي شئ كان ، كلنا لآدم و حواء و آدم و حواء من تراب، ولكن يجب على كل من ينتمي لشئ ان يشعر بتفرده الآني - و هو حقيقة تامة ، مع الاعتراف بأنه تفرد وهمي رغم ذلك و هي حقيقة أيضا- و يفخر به، و لكن مع الالتزام بالشرط الواحد الوحيد و هو عدم التكبر و التجبر و الاستعلاء على الغير به .
إنا اسكندرانية ، و بالتالي ينطبق على كل ما سبق قوله بالكامل، و لكن يزيد عليه إنني أرى في الإسكندرية جمالا و دلالا و خفة دم تليق ببنات بحري و البحر الذي يجمع بينهما ان كلاهما يتمختر أمامنا هادئ الخطوة يمشي ملكا تظنه فاضي و رايق و ليس منه خطر ، و يختلف تماما من الرضي للزعل ، فعندما تعاكس أو تختلف ببراءة مع إحداهما أو يغضب البحر بعد رضي ، ترى الثورة في أجلى معانيها ،و الوقاحة و البجاحة السالفة الذكر في كل ملمح جسدي و تعبير شفهي بل و بالأعضاء جميعا، مثل الفم و العينان و غيرهما كذلك، كما تري في البحر الموج الهادر والزبد الأبيض و العنفوان المتوحش حتى يعدو على الأرصفة و يكاد يرقى إلى عنان السماء، فتكاد لا تصدق ان ذلك الراضي هو بذاته هذا المتوحش المجنون.
الإنسان بطبيعته جماعة كما انه بطبيعته فرد ، فالقطيع مترابط و لكن كل واحد بيتاكل لوحده اذا وقع، و من معجزات الحياة هذا التمازج والتلاقي العجيب بين الفرد بذاته و كل تموجاته و دواخله ، و القطيع بأفراده بكل تداخلاتهم و تموجاتهم و الظلم بينهم و العدل فيهم و الترابط و التحاسد و آلاف الأضداد، فكأنما الكون يخبرنا ان الفرد في ذاته قطيع و القطيع في ذاته فرد و لا يقوم هذا أو ذاك إلا بالعدل و النظام.
نعود للإسكندرية و أهلها بكل ما لهم و ما عليهم ، بكل فخرهم ببلدهم التي يشد إليها الرحال و يبقى فيها الفرنجة اذا رأوها حتى ينسوا بلادهم و يبقوا فيها ، و لولا الغشومية والغباء ما رحلوا و لبقت المدينة العالمية التي يعيش أهلها في نطاق من الجوار مع الخواجات فيبزوهم أحيانا شياكة و الاطة و يحتفظون برائحة بحرهم و شذي برهم في أنفسهم الزاخرة بالجمال و الرقي. الإسكندرية طقطوقة جميلة اذا قورنت بمصر و هي أغنية لام كلثوم أو بأسيوط و هي موال صعيدي أو بالإسماعيلية و هي سمسمية لطيفة، والطقطوقة تحلي بالليل في برودة الخريف مع كوباية السحلب في بحري أو على البحر و خلاص.
عندما ارحل عنها و أريد ان أتذكر أو يمسني الشجن لبعدي ،استحضرها في الشتاء على البحر في سبورتنج حيث أمضيت طفولتي، الشاطئ الفارغ من الناس إلا قليلا، و السماء الرمادية البيضاء التي تظللك بالشجن والحزن، و توحي لك بصلاة ركعتين في التو و اللحظة ، و الأرض المبللة التي ينضح سوادها بلمعة أعين الفتاة المدللة التي يغطيها السواد و لكنها تغمز لك رغما عن ذلك ،و العمارات الباهتة اللون المتمايزة الطول التي تبكي حوائطها على الزمن الماضي و يشي بقية العمارة فيها عن زمن جليل شاخ و مضى. الشتاء في الإسكندرية هو البرودة المحببة و الرذاذ الذي يقطر حنانا برائحة اليود و الطعمية و التقلية الواردة من الشوارع الجانبية و خاصة شارع فاطمة اليوسف، حيث كان منزل جدتي لأمي و بالتالي هو منزلي و مكاني.
من لم ير إسكندرية في الشتاء ، فلا يقل انه يعرف الشتاء بل رآه مارا من بعيد ؛ الشتاء يسكن و يعيش و يأكل و ينام في الإسكندرية، تقابله فتشعر بكل حبيب أحببته و كل الأحبة الراحلين إلى الأبدية بجانبك، تشعر بطفولتك وشبابك تحت عينيك و في كل حاسة لديك، تسترجع طفولتك مع البحر و لونه الذي لا يمكن تخيل نزول احد فيه ، و تلتفت فتجد من يصيد و من يتنزه بل من يعوم فيه ولكن لن تريك شيئا إلا ان صادقتها و عاشرتها و أمنت لك شوارعها الحزينة والبيوت .. الإسكندرية في الشتاء هي تجسيد كل الحزن السعيد في حياة كل إنسان منا . هي المدينة التي تحزن و تبكي سماؤها و يرعد برقها و يهيج بحرها و لكنها مجرد زوبعة في فنجان السعادة التي تبدو خجلة و تطل بوجهها من خلف جدار الحزن مهما بدا و علا .
تعيش تعيش الإسكندرية بأهلها و بحرها و لعلنا ننتقل من حياتنا البشرية فينعم علينا الولي القدير بتحولنا إلى جزء منها و من عبقها ليرانا اللاحقون في يوم خريفي تحت اللحاف الرمادي الذي يكللها في الشتاء . لعلنا.
Wednesday, May 25, 2011
شبكة الأحداث
يبدأ الأسبوع- مثل كل أسبوع - بأخبار سخيفة تقض مضاجع الثوار و أصحاب الفكر الثوري و تمر مر الكرام على أصحاب الدعة ،الفئة الوادعة الخاضعة،الإ لكل مقاومة أو صرخة فهي – حينئذ و فقط حينئذ- رادعة.
فمن هم الثوار؟؟ هم الذين يغضبون فيثورون فيشنقون أو يقتلون ، هم النور المبين و رسالة الحق للمقموعين الشاربين الذل من اثنين و خمسين، هم طليعة شباب طبقات المجتمع كلها الذي يتوقون بحكم شبابهم و اطلاعهم على الدنيا و الحياة إلى الكرامة والأمان المحفوف بالعزة لا بالذل و الانكسار الذي رضي به معظم الأجيال السابقة لهم الإ قليلا.
و من هم أصحاب الدعة يا صديقي \ صديقتي ؟ هم الودعاء الطيبون الذين لا يشنقون ، ذلك أنهم لا يثورون و لا يريدون من الدنيا سوى الحياة الهادئة و البيوت المستورة و المدافن المنتظرة بعد عمر طويل شرط ان ينقضي دون اي خروج عن قضبان قطار الذل الذي ورثوه عن أسلافهم.
يغضب اذا الثوار و أشياعهم و يرغون و يزبدون نتيجة للتواطؤ والتباطؤ و التطابق- كل التطابق - بين أساليب عهد انتصروا عليه بدماء أصحابهم و خلانهم - بل و بعيونهم التي اتفثأت و قلوبهم التي اخترقها الرصاص و أرجلهم التي سكنها الحديد بلا جريرة إلا الاعتراض على الظلم و الظلمات -و بين أساليب العهد الجديد الذي لم يتغير منه الإ الأسماء و الحلل في حين يستمر الإذلال و الشلل، فيقررون استمرار الثورة للحصول على ما يساوي مقتل و تشويه و تعجيز و إعاقة ما يزيد عن 15000 من الشعب الطيب الغلبان وهو - ان سمحتم لي- حقهم واقل من حقهم و الله على ما اقول شهيد.
إما الودعاء الطيبون فيغضبون، و لكن حاشا لله ان يكون غضبا لمن مات أو عمى أو تشوه أو لمصر التي لم تستعد مليما و لا كرامة فرد واحد و لا حق مواطن واحد، بل الغضب كل الغضب لأن الثوار يعطلونهم عن البيدزا و الريش و الخروج إلى كارفور و السهر في المقاهي و السير في أمان في شوارع آمنة لهم نتيجة لكونهم ودعاء طيبون -و غالبا أقارب لواحد أو اثنان من الضباط أو القضاة الطيبون - بحيث لا يؤثر فيهم افتقاد الشعب بأكمله للامان تماما عند مسيره في شوارع المحروسة ، اذ لا يعدم الشعب المسكين تهمة البلطجة أو النظر بعين ردية للبيه أبو دبوره أو مجرد التواجد في مكان شعبي تكثر به الحوارات والخناقات حتى يدخل سلخانة الشرطة - الهربانة الجبانة التي لم تحاسب حني الآن - التي لا يعترف بها الأخوة الودعاء الطيبون.
و من ثم يبدأ التطاحن الإعلامي من جهة السلطات لتحطيم الثورة من خلال الودعاء الطيبون الذين يريدون الهدوء و لو على الموات والبلاء، و لا يرون فائدة للكرامة ولا الإنسانية و لا اي شئ مما يطلبه الثوار، و يبدو للسلطات أنها أفلحت و نجحت، و اذا بالثورة الغضة والفتية النضرة و الشعب الغلبان ،الذي يعلم ان كل شئ أسوأ مما كان، بالنسبة له على الأقل،تخرج من قمقم الكذب و حصار الزيف عملاقة، مشتاقة للحرية والعدل، فتضرب كل ذلك في مقتل ،فيزداد الحنق و الخوف من النور الذي يكرهه المجرم بطبيعة إجرامه ، و يكرهه ايضا من لم يألفه حتى ظن الظلمة نورا و ظن القيد سوارا فاستحلاه و عاش به.
و تسمع و أنت في منزلك قصص منفصلة متصلة توضح لمن يستطيع الإحاطة بها للحقيقة ،و تشير بجلاء تام إلى عودة النظام بكامل قوته ممثلا في اغواته المتروكين ليعبثوا بالبلاد و العباد منذ 4 أشهر كاملة ،و قد دانت و حانت لحظة الوثب علي مصر الآن ،و استعادتها كاملة مكتملة ،أو على اقل تقدير تركها للاحتياطي الواقف على الخطوط منذ بدء الحكم العسكري ، و هم الذقون والعمم التي تبيع أباها - و قد باعت مصر فعلا مرتين من قبل - من اجل السلطة و السلطان.
فنسمع يا صديقي \ صديقتي، عن عدة حوادث متفرقة في أقسام متباعدة لا يربط بينها شئ بعينه تتراوح بين السحل و تلفيق التهم و القبض على ناس بدون وجه حق و تلبيس قضايا لأهل الشهداء على الماشي أيضا.
و تتري عليك أخبار الإفراج عن فلان عشان البروستاتا التي نامت و عاشت بالطول والعرض حتى قامت الثورة فتذكرت -او تذكر لها الطبيب -ان تتسرطن في السجن. يمر يومان يتحفونك بان فلان اكتشف المحققون الراسخون براءته التامة في شأن مئات الساعات التي يملكها و يبلغ ثمنها ملايين اذ لا تعدو ان تكون هدايا من ملوك و أمراء و حق خالص له دون شبهة و لا مراء .
و بعد ذلك تشنف أذناك بواقع ان مستشار رئيس الوزراء الوديع الطيب – رئيس الوزراء و ليس المستشار - يقول ان اي اعتصام سيتم فضه بالقوة و على المتضرر يروح في ستين داهية فقد عدنا و عادوا (و البلد رجع لجلاده )و كده.
و كمان شوية تجد أخبار عن قانون أحزاب فوقي علوي زى زمان ، و قانون دور عبادة فوقي علوي كذلك و إعلان دستوري إخواني عسكري لا يعرف احد عنه شيئا ، و غيره و غيراته ، حني فاض الكيل و بلغ السيل لحد رأس سعد زغلول في المنشية و قال تمثاله الحجري مافيش فايدة و غطيني و صوتي أو ما تصوتيش خلاص البلد اتسلم للحرامية تاني و عليه العوض.
تبدوا الأحداث واضحة و متسلسلة منطقيا ، فحين يظل كل أعمدة النظام في مكانه فيجب ان يتأكد للحمار- الذي يحمل او لا يحمل أسفارا- ان النظام نفسه قائم و يحمي قوائمه و يقطع أرجل كل أعدائه الخونة المارقين الشباب الأحرار .
و لكن و على الجانب الآخر فسوف يمر الزمان فيلعن قاتليهم و مخونيهم و يخسف بهم الأرض و لهم في الآخرة سوء المعاد. و سوف يذكر التاريخ للشباب القوة والعزة والأمل و النخوة واحتمال المكاره و ضغوط الودعاء الطيبون و سفالة الشرطة الخؤون و تباطؤ و تواطؤ القانون و من يسيطرون، و هو حق لو تعلمون و من سنن هذا الكون.
و بعد، في كل شارع في بلادي :لخبطة فكرية نظرية دراسية قانونية شرطية بوليسية دعوية عممية كنسية دينية علمية تأليفية حوارية. و ارجع و أقول يا مصر زقي الظلم كلها زقه و تعدي! …
فمن هم الثوار؟؟ هم الذين يغضبون فيثورون فيشنقون أو يقتلون ، هم النور المبين و رسالة الحق للمقموعين الشاربين الذل من اثنين و خمسين، هم طليعة شباب طبقات المجتمع كلها الذي يتوقون بحكم شبابهم و اطلاعهم على الدنيا و الحياة إلى الكرامة والأمان المحفوف بالعزة لا بالذل و الانكسار الذي رضي به معظم الأجيال السابقة لهم الإ قليلا.
و من هم أصحاب الدعة يا صديقي \ صديقتي ؟ هم الودعاء الطيبون الذين لا يشنقون ، ذلك أنهم لا يثورون و لا يريدون من الدنيا سوى الحياة الهادئة و البيوت المستورة و المدافن المنتظرة بعد عمر طويل شرط ان ينقضي دون اي خروج عن قضبان قطار الذل الذي ورثوه عن أسلافهم.
يغضب اذا الثوار و أشياعهم و يرغون و يزبدون نتيجة للتواطؤ والتباطؤ و التطابق- كل التطابق - بين أساليب عهد انتصروا عليه بدماء أصحابهم و خلانهم - بل و بعيونهم التي اتفثأت و قلوبهم التي اخترقها الرصاص و أرجلهم التي سكنها الحديد بلا جريرة إلا الاعتراض على الظلم و الظلمات -و بين أساليب العهد الجديد الذي لم يتغير منه الإ الأسماء و الحلل في حين يستمر الإذلال و الشلل، فيقررون استمرار الثورة للحصول على ما يساوي مقتل و تشويه و تعجيز و إعاقة ما يزيد عن 15000 من الشعب الطيب الغلبان وهو - ان سمحتم لي- حقهم واقل من حقهم و الله على ما اقول شهيد.
إما الودعاء الطيبون فيغضبون، و لكن حاشا لله ان يكون غضبا لمن مات أو عمى أو تشوه أو لمصر التي لم تستعد مليما و لا كرامة فرد واحد و لا حق مواطن واحد، بل الغضب كل الغضب لأن الثوار يعطلونهم عن البيدزا و الريش و الخروج إلى كارفور و السهر في المقاهي و السير في أمان في شوارع آمنة لهم نتيجة لكونهم ودعاء طيبون -و غالبا أقارب لواحد أو اثنان من الضباط أو القضاة الطيبون - بحيث لا يؤثر فيهم افتقاد الشعب بأكمله للامان تماما عند مسيره في شوارع المحروسة ، اذ لا يعدم الشعب المسكين تهمة البلطجة أو النظر بعين ردية للبيه أبو دبوره أو مجرد التواجد في مكان شعبي تكثر به الحوارات والخناقات حتى يدخل سلخانة الشرطة - الهربانة الجبانة التي لم تحاسب حني الآن - التي لا يعترف بها الأخوة الودعاء الطيبون.
و من ثم يبدأ التطاحن الإعلامي من جهة السلطات لتحطيم الثورة من خلال الودعاء الطيبون الذين يريدون الهدوء و لو على الموات والبلاء، و لا يرون فائدة للكرامة ولا الإنسانية و لا اي شئ مما يطلبه الثوار، و يبدو للسلطات أنها أفلحت و نجحت، و اذا بالثورة الغضة والفتية النضرة و الشعب الغلبان ،الذي يعلم ان كل شئ أسوأ مما كان، بالنسبة له على الأقل،تخرج من قمقم الكذب و حصار الزيف عملاقة، مشتاقة للحرية والعدل، فتضرب كل ذلك في مقتل ،فيزداد الحنق و الخوف من النور الذي يكرهه المجرم بطبيعة إجرامه ، و يكرهه ايضا من لم يألفه حتى ظن الظلمة نورا و ظن القيد سوارا فاستحلاه و عاش به.
و تسمع و أنت في منزلك قصص منفصلة متصلة توضح لمن يستطيع الإحاطة بها للحقيقة ،و تشير بجلاء تام إلى عودة النظام بكامل قوته ممثلا في اغواته المتروكين ليعبثوا بالبلاد و العباد منذ 4 أشهر كاملة ،و قد دانت و حانت لحظة الوثب علي مصر الآن ،و استعادتها كاملة مكتملة ،أو على اقل تقدير تركها للاحتياطي الواقف على الخطوط منذ بدء الحكم العسكري ، و هم الذقون والعمم التي تبيع أباها - و قد باعت مصر فعلا مرتين من قبل - من اجل السلطة و السلطان.
فنسمع يا صديقي \ صديقتي، عن عدة حوادث متفرقة في أقسام متباعدة لا يربط بينها شئ بعينه تتراوح بين السحل و تلفيق التهم و القبض على ناس بدون وجه حق و تلبيس قضايا لأهل الشهداء على الماشي أيضا.
و تتري عليك أخبار الإفراج عن فلان عشان البروستاتا التي نامت و عاشت بالطول والعرض حتى قامت الثورة فتذكرت -او تذكر لها الطبيب -ان تتسرطن في السجن. يمر يومان يتحفونك بان فلان اكتشف المحققون الراسخون براءته التامة في شأن مئات الساعات التي يملكها و يبلغ ثمنها ملايين اذ لا تعدو ان تكون هدايا من ملوك و أمراء و حق خالص له دون شبهة و لا مراء .
و بعد ذلك تشنف أذناك بواقع ان مستشار رئيس الوزراء الوديع الطيب – رئيس الوزراء و ليس المستشار - يقول ان اي اعتصام سيتم فضه بالقوة و على المتضرر يروح في ستين داهية فقد عدنا و عادوا (و البلد رجع لجلاده )و كده.
و كمان شوية تجد أخبار عن قانون أحزاب فوقي علوي زى زمان ، و قانون دور عبادة فوقي علوي كذلك و إعلان دستوري إخواني عسكري لا يعرف احد عنه شيئا ، و غيره و غيراته ، حني فاض الكيل و بلغ السيل لحد رأس سعد زغلول في المنشية و قال تمثاله الحجري مافيش فايدة و غطيني و صوتي أو ما تصوتيش خلاص البلد اتسلم للحرامية تاني و عليه العوض.
تبدوا الأحداث واضحة و متسلسلة منطقيا ، فحين يظل كل أعمدة النظام في مكانه فيجب ان يتأكد للحمار- الذي يحمل او لا يحمل أسفارا- ان النظام نفسه قائم و يحمي قوائمه و يقطع أرجل كل أعدائه الخونة المارقين الشباب الأحرار .
و لكن و على الجانب الآخر فسوف يمر الزمان فيلعن قاتليهم و مخونيهم و يخسف بهم الأرض و لهم في الآخرة سوء المعاد. و سوف يذكر التاريخ للشباب القوة والعزة والأمل و النخوة واحتمال المكاره و ضغوط الودعاء الطيبون و سفالة الشرطة الخؤون و تباطؤ و تواطؤ القانون و من يسيطرون، و هو حق لو تعلمون و من سنن هذا الكون.
و بعد، في كل شارع في بلادي :لخبطة فكرية نظرية دراسية قانونية شرطية بوليسية دعوية عممية كنسية دينية علمية تأليفية حوارية. و ارجع و أقول يا مصر زقي الظلم كلها زقه و تعدي! …
Monday, May 23, 2011
يا خي يخربيتنا احنا يا شيخ
يا مصر قومي و زقي الظلم كلها زقه و تعدي.. و الميدان يميل على الحلم.. و أشوفك حرة و أشوف سعدي.. يا مصر
كثر الحديث عن مصر التي أهواها و تهين محبتي و لكن مهانتي أنساها ، كثر الحديث عن ثورة غيرت وجه الدنيا و جددت سيرة القصص و الملاحم ،و سوف تذكر مثلا عند ذكر كلمة ثورة حتى يرث الله الكريم الأرض و ما عليها بإذنه جل و علا.
قال احد الممثلين المشهورين مقولة "الله يخربيتنا إحنا يا شيخ "في معرض التعليق على قيمتنا مقابل قيمة حكامنا ، إذ نعجز عن التغلب عليهم و عن إبداء أرائنا فنستسلم لهم تماما و ندعو الله ان يخرب بيوتنا لتعمر بيوتهم القائمة على ذلنا و كسر نفوسنا و إذلال أولادنا و هتك عرض بناتنا . و فيما اعتقد، فماسبق ذكره يرجع لاعتقاد المصري - قبل ثورة و فورة و قصة و ملحمة و جمال و كمال - يناير ان دعاءه - اذا دعا - على نفسه و أولاده اقرب للاستجابة من دعوته على ظالميه و محتليه المصريين قبل الأجانب منذ التاريخ القديم. اما ذلك الاعتقاد فنابع من ايمان المصريين أنهم يستحقون بشكل ما هذا الهوان لصمتهم و صبرهم الطويل غير المبرر ، بحيث كان خراب بيوتهم هو النتيجة النهائية المستحقة عليهم في كل الأحوال.
و لكن ، نعود للثورة المجيدة التي يجب ان يقال فيها لشعب مصر ثرت فنصرك الله و ما ثرت إذ ثرت و لكن الله منح ثورتك الانتصار و نصرك من حيث لا تحتسب ،و كتب لك في كتب التاريخ العزة و الفخار بقوة شكيمة الأولاد و الثوار ،و صدقهم و صبرهم حتى اتكل الفرعون المأفون و غار، وصدق الله حيث قال ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و هو الحق من لدن حكيم خبير.
مرت إذن أيام الثورة و قام بها أولاد مصر و شبابها بدعوات على الفيس بوك و التويتر و بنضال القائمين على شعلة الحرية من سنة 2000 و ما قبلها و بجهود مظفرة من أعضاء يبتغون وجه الله و لا يتبعون جماعة و لا شماعة و لا شيخ و لا عمامة و لا يأتمرون بأمر احد سوى أنفسهم فافلحوا حيث فشل بائعون الكلام المتسابقون على الصفقات مع الحكام و المناضلين بالحنجورية و الإعلام حتى اذا حانت الثورة لم ينعم الله عليهم بقسط منها حتى نجحت وبانت و صارت كلها كام يوم فصار لهم صوت و بدأ نعيق البوم. حينئذ أدرك الحكماء و أصحاب العقول ان الثورة قد بدأت رحلة النزول بدخول القطب الثاني من النظام القديم في الحلبة و علو صوتهم و حنجوريتهم الكاذبة التي تشق الصف و تميع الموقف و تتسبب في وقوف المراكب السايرة و تعطلها .
مرت الثورة و أسقطت النظام و بان القطاف و كان يمكن ان تخرج مصر من النفق المظلم لما سبق الثورة -التي لم تؤثر ولم تؤذي مصر بأي شكل اثناء احداثها بأي عمل ينسب لافرادها، بل اذاها حكامها- بعد أيام معدودة اذا تم تطبيق المنهج الثوري مباشرة بعد خلع المخلوع و ذلك عن طريق القبض على شلة الحرامية والأفاقين وخدامهم في كل الميادين و كلهم عن بكرة أبيهم لا يزيدون عن عدة مئات من الحرامية الذين يقبضون ما يزيد عن خمسين الفا في الشهر ،و هو مؤشر هام لأفراد العصابة و من جاورهم ، و إلا فخبرني لما يمنحك رئيس المنسر و أعوانه ما يزيد عن خمسين ألفا من الجنيهات إلا رشوة أو ثمن لشئ قدمته لهم أو تقدمه كل يوم ؟؟
كان من نتائج ذلك ان ظل كل شئ كما هو و لم يشعر احدنا بعد شهور بقيام الثورة في أي شئ ملموس في حياتنا ، ما عدا طبعا ما اختص بهروب حراس الشعب المتخصصين في ضربه بالجزمة و وصفه بأقذع الصفات و المنوطين بحفظ نظام الحكم و ليس صالح الشعب بأي معني من المعاني.
ولكن بدلا من انصلاح الاحوال فقد حل و ظل كل حرامي و مستفيد و متنطع و كذاب و قاتل و قذاف أعراض و قاضي مرتشي و ضابط معتدي و طبيب مستهتر و وزير متكبر -ما عدا عشرين من الأكابر المقدمين على مذبح التضحية اذا لزم الأمر- في مكانه السابق ، بحيث يستطيع ان يخرب و يلفق و يضبط و يداري و يطرمخ و ينشر الفساد و الإفساد و الخوف و الشائعات و الخراب كل يوم و كل ساعة حتى فقدت الثورة بهجتها و فورة جمالها الذي أذهل العالم و أوقف الناس ينظرون كيف تبني مصر قواعد المجد وحدها واقعا لا غناءا.
و الحاصل ان هذا يستهدف إخماد روح الثورة و إعادة إنتاج المصري المكسور المذلول المهان ،الضائع كما الخراف و القطعان، وتثبيت صورة المصري بهذا الشكل يحقق لأباطرة الفساد و أباطرة البلاد العربية الأخرى المرتبطة بنا تاريخا و حكما و عدلا و كلية بالكامل حلم الاستمرار الذي اقترب من التحول لكابوس في حال تحقق مصر الحرة الأبية بحرية و آباء اولادها و بناتها و ليس بالاناشيد - التي تعرف ما تريد و تستطيع الحصول عليه و هو آخر ما يريد العالم كله حكومات و مجرمين و على العكس هو عين ما يريد العالم كله شعوبا محكومين.
هذه المدونة موجهة للمجلس و لكنها قبله موجهة لشعب مصر، أهلي و ناسي الفلاح و العامل، و المتعلم و الجاهل، و المرأة قبل الرجل، و السوي قبل المصاب، و كل من كبر و صغر على أرضها، و رأي بأم عينيه ما هو قادر عليه و قدر عليه فعلا بعون الله الذي كتب في كتابه ان من نصره لينصرنه وعدا للمتقين .
يا شعبي الجميل القوي ،العزيز المسالم و الأبي، لا تدع أحدا يجرك للوراء و يقنعك انك لا تستطيع أو أنها فورة و عدت .. أنت نور الصباح الذي لاح للعالم فأضاء جنباته و جعل الفلسطيني يرفع علمك و هو يغني للحرية والسعودي و التونسي و اليمني و الليبي يرقص فرحا لانتصارك العظيم في تدمير واجهة من واجهات الاستبداد المفروض علينا منذ عهد انقلاب الأحرار الذين أسرونا والجهلاء الذين جهلونا و الأغبياء الذين أضاعوا سيناء و غزة معا في اقل من عشرين عاما .
يا شعب مصر ان الحرية هي املك الوحيد و هدية الله لك بعد صبر ،و كل ما حال بينك و بينها مجرم و عدو اكثر من الصهاينة، و كل من أعانك عليها بطل و اكثر بطولة من ابطال 73..
يا شعب مصر العظيم بعظمة ما منحك الله من نعمه و قوته : استفت قلبك و لو أفتوك ، استفت قلبك : هل من مات في الميدان مجرم و مندس و عميل و حقير و عاهرات و مومسات و قوادين و كدابين ؟
هل من يغنون عليك و يكذبونك و يكذبون عينيك من ستين عاما هم المحترمين ؟
هل تشعر الآن كما شعرت يوم 29 يناير- رغم الفراغ الأمني المجرم- بالحرية و الهواء النقي و بحلاوة أغاني شادية و وردة و عزيز الشافعي في حب مصر و فخرك بقوتك و باولادك ؟
هل نسيت شعور الكرامة والاستقلال و القدرة على التعبير عن ذاتك ؟ هل احتل وجه العملة الآخر في الحكم مخك بوجوب نعم و حرمانية لا ؟ و بهجة الاستقرار الذي كذبوا عليك به؟
شعب مصر : هل أنت مرتاح؟ هل أنت مستقر؟ هل أنت أفضل حالا؟ هل تعرف ان الحرية هي حقك و رزقك و نتاج عملك و دم أولادك ودم و عرض بناتك ؟
الم تكتف ذلا و عارا و استقرارا في الذل و العار و الضعف معا ؟
يا أهل مصر و إنا منكم ، يا حكام مصر و انتم مني، هل تريدون ان يذكركم التاريخ بأنكم من كرس الحكم الفاسد و أضاع الأمة و شمت الأعداء فينا ؟ أم هل تفضلون ان يتم ذكركم بوصفكم محررين مصر و رأس حربة نهضتها كما محمد علي ؟
التاريخ ينتظر منكم الحل و الحل هو الاستماع للشعب و التخلص من النظام القديم بأسره و شعب مصر يغفر لكل و لأي متورط في اي شئ طالما تركه و خلعه قبل الحساب.
اخطأ المجلس كثيرا وطويلا و في كل اتجاه، و لكن الإصلاح ميسور و سهل و في يديه، أولادكم و أحفادكم في الميزان فأحسنوا الاختيار و لا تظلموا شعبا طال عليه الأمد و تكالبت عليها السنون و هد من مقامه كل غني سقيم يملك الجاز و لا يملك الحكم المستقيم ، لقد سخر منا كل من هب و دب و آن أوان مصر الآن ـ فكونوا لمصر لا عليها و لا تصدقوا من يقول لكم انه يعلم صالح الشعب ، فقد اثبت هذا الشعب انه أعظم و اعرق و أفضل و اسلم و أرجل و اجدع و اروش شعوب العالم ، فكونوا معه.
مصر أنجبت الحرية و قد ولدت و لن تجهض، فقد تنفست و ملأ هواء الحرية صدرها ، و على من يقيد أرجلها و يمنعها ان تحبو و تقوم املا في ان تظل مشلولة فتكرهها أمها و تلعن اليوم الذي أنجبتها فيه ومن ثم تحقد على أولادها- الذين جلبوا مولود الحرية الشائه للحياة -ان يحذر و يحذر و يدرك ان الأمهات تكره من يقيد فلذات أكبادها و ما ادراك ما ثورة الام دفاعا عن وليدتها و حصاد احلامها .
و ازيدكم من الشعر بيت بأنني لا اعتقد ان ورد الجناين الطارح في ميادين مصر سوف يقبل ان تجتث جذور حريته و شموخه دون مقاومة حتى لو طال الأمد و زاد الكمد و تسبب ذلك في ضياع الصالح و الطالح معا .
اتركوا وليدة مصر تحبو و تقوم بالحرية و الأمان و اعلموا ان الله لا يغفل ولا ينام.
كثر الحديث عن مصر التي أهواها و تهين محبتي و لكن مهانتي أنساها ، كثر الحديث عن ثورة غيرت وجه الدنيا و جددت سيرة القصص و الملاحم ،و سوف تذكر مثلا عند ذكر كلمة ثورة حتى يرث الله الكريم الأرض و ما عليها بإذنه جل و علا.
قال احد الممثلين المشهورين مقولة "الله يخربيتنا إحنا يا شيخ "في معرض التعليق على قيمتنا مقابل قيمة حكامنا ، إذ نعجز عن التغلب عليهم و عن إبداء أرائنا فنستسلم لهم تماما و ندعو الله ان يخرب بيوتنا لتعمر بيوتهم القائمة على ذلنا و كسر نفوسنا و إذلال أولادنا و هتك عرض بناتنا . و فيما اعتقد، فماسبق ذكره يرجع لاعتقاد المصري - قبل ثورة و فورة و قصة و ملحمة و جمال و كمال - يناير ان دعاءه - اذا دعا - على نفسه و أولاده اقرب للاستجابة من دعوته على ظالميه و محتليه المصريين قبل الأجانب منذ التاريخ القديم. اما ذلك الاعتقاد فنابع من ايمان المصريين أنهم يستحقون بشكل ما هذا الهوان لصمتهم و صبرهم الطويل غير المبرر ، بحيث كان خراب بيوتهم هو النتيجة النهائية المستحقة عليهم في كل الأحوال.
و لكن ، نعود للثورة المجيدة التي يجب ان يقال فيها لشعب مصر ثرت فنصرك الله و ما ثرت إذ ثرت و لكن الله منح ثورتك الانتصار و نصرك من حيث لا تحتسب ،و كتب لك في كتب التاريخ العزة و الفخار بقوة شكيمة الأولاد و الثوار ،و صدقهم و صبرهم حتى اتكل الفرعون المأفون و غار، وصدق الله حيث قال ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و هو الحق من لدن حكيم خبير.
مرت إذن أيام الثورة و قام بها أولاد مصر و شبابها بدعوات على الفيس بوك و التويتر و بنضال القائمين على شعلة الحرية من سنة 2000 و ما قبلها و بجهود مظفرة من أعضاء يبتغون وجه الله و لا يتبعون جماعة و لا شماعة و لا شيخ و لا عمامة و لا يأتمرون بأمر احد سوى أنفسهم فافلحوا حيث فشل بائعون الكلام المتسابقون على الصفقات مع الحكام و المناضلين بالحنجورية و الإعلام حتى اذا حانت الثورة لم ينعم الله عليهم بقسط منها حتى نجحت وبانت و صارت كلها كام يوم فصار لهم صوت و بدأ نعيق البوم. حينئذ أدرك الحكماء و أصحاب العقول ان الثورة قد بدأت رحلة النزول بدخول القطب الثاني من النظام القديم في الحلبة و علو صوتهم و حنجوريتهم الكاذبة التي تشق الصف و تميع الموقف و تتسبب في وقوف المراكب السايرة و تعطلها .
مرت الثورة و أسقطت النظام و بان القطاف و كان يمكن ان تخرج مصر من النفق المظلم لما سبق الثورة -التي لم تؤثر ولم تؤذي مصر بأي شكل اثناء احداثها بأي عمل ينسب لافرادها، بل اذاها حكامها- بعد أيام معدودة اذا تم تطبيق المنهج الثوري مباشرة بعد خلع المخلوع و ذلك عن طريق القبض على شلة الحرامية والأفاقين وخدامهم في كل الميادين و كلهم عن بكرة أبيهم لا يزيدون عن عدة مئات من الحرامية الذين يقبضون ما يزيد عن خمسين الفا في الشهر ،و هو مؤشر هام لأفراد العصابة و من جاورهم ، و إلا فخبرني لما يمنحك رئيس المنسر و أعوانه ما يزيد عن خمسين ألفا من الجنيهات إلا رشوة أو ثمن لشئ قدمته لهم أو تقدمه كل يوم ؟؟
كان من نتائج ذلك ان ظل كل شئ كما هو و لم يشعر احدنا بعد شهور بقيام الثورة في أي شئ ملموس في حياتنا ، ما عدا طبعا ما اختص بهروب حراس الشعب المتخصصين في ضربه بالجزمة و وصفه بأقذع الصفات و المنوطين بحفظ نظام الحكم و ليس صالح الشعب بأي معني من المعاني.
ولكن بدلا من انصلاح الاحوال فقد حل و ظل كل حرامي و مستفيد و متنطع و كذاب و قاتل و قذاف أعراض و قاضي مرتشي و ضابط معتدي و طبيب مستهتر و وزير متكبر -ما عدا عشرين من الأكابر المقدمين على مذبح التضحية اذا لزم الأمر- في مكانه السابق ، بحيث يستطيع ان يخرب و يلفق و يضبط و يداري و يطرمخ و ينشر الفساد و الإفساد و الخوف و الشائعات و الخراب كل يوم و كل ساعة حتى فقدت الثورة بهجتها و فورة جمالها الذي أذهل العالم و أوقف الناس ينظرون كيف تبني مصر قواعد المجد وحدها واقعا لا غناءا.
و الحاصل ان هذا يستهدف إخماد روح الثورة و إعادة إنتاج المصري المكسور المذلول المهان ،الضائع كما الخراف و القطعان، وتثبيت صورة المصري بهذا الشكل يحقق لأباطرة الفساد و أباطرة البلاد العربية الأخرى المرتبطة بنا تاريخا و حكما و عدلا و كلية بالكامل حلم الاستمرار الذي اقترب من التحول لكابوس في حال تحقق مصر الحرة الأبية بحرية و آباء اولادها و بناتها و ليس بالاناشيد - التي تعرف ما تريد و تستطيع الحصول عليه و هو آخر ما يريد العالم كله حكومات و مجرمين و على العكس هو عين ما يريد العالم كله شعوبا محكومين.
هذه المدونة موجهة للمجلس و لكنها قبله موجهة لشعب مصر، أهلي و ناسي الفلاح و العامل، و المتعلم و الجاهل، و المرأة قبل الرجل، و السوي قبل المصاب، و كل من كبر و صغر على أرضها، و رأي بأم عينيه ما هو قادر عليه و قدر عليه فعلا بعون الله الذي كتب في كتابه ان من نصره لينصرنه وعدا للمتقين .
يا شعبي الجميل القوي ،العزيز المسالم و الأبي، لا تدع أحدا يجرك للوراء و يقنعك انك لا تستطيع أو أنها فورة و عدت .. أنت نور الصباح الذي لاح للعالم فأضاء جنباته و جعل الفلسطيني يرفع علمك و هو يغني للحرية والسعودي و التونسي و اليمني و الليبي يرقص فرحا لانتصارك العظيم في تدمير واجهة من واجهات الاستبداد المفروض علينا منذ عهد انقلاب الأحرار الذين أسرونا والجهلاء الذين جهلونا و الأغبياء الذين أضاعوا سيناء و غزة معا في اقل من عشرين عاما .
يا شعب مصر ان الحرية هي املك الوحيد و هدية الله لك بعد صبر ،و كل ما حال بينك و بينها مجرم و عدو اكثر من الصهاينة، و كل من أعانك عليها بطل و اكثر بطولة من ابطال 73..
يا شعب مصر العظيم بعظمة ما منحك الله من نعمه و قوته : استفت قلبك و لو أفتوك ، استفت قلبك : هل من مات في الميدان مجرم و مندس و عميل و حقير و عاهرات و مومسات و قوادين و كدابين ؟
هل من يغنون عليك و يكذبونك و يكذبون عينيك من ستين عاما هم المحترمين ؟
هل تشعر الآن كما شعرت يوم 29 يناير- رغم الفراغ الأمني المجرم- بالحرية و الهواء النقي و بحلاوة أغاني شادية و وردة و عزيز الشافعي في حب مصر و فخرك بقوتك و باولادك ؟
هل نسيت شعور الكرامة والاستقلال و القدرة على التعبير عن ذاتك ؟ هل احتل وجه العملة الآخر في الحكم مخك بوجوب نعم و حرمانية لا ؟ و بهجة الاستقرار الذي كذبوا عليك به؟
شعب مصر : هل أنت مرتاح؟ هل أنت مستقر؟ هل أنت أفضل حالا؟ هل تعرف ان الحرية هي حقك و رزقك و نتاج عملك و دم أولادك ودم و عرض بناتك ؟
الم تكتف ذلا و عارا و استقرارا في الذل و العار و الضعف معا ؟
يا أهل مصر و إنا منكم ، يا حكام مصر و انتم مني، هل تريدون ان يذكركم التاريخ بأنكم من كرس الحكم الفاسد و أضاع الأمة و شمت الأعداء فينا ؟ أم هل تفضلون ان يتم ذكركم بوصفكم محررين مصر و رأس حربة نهضتها كما محمد علي ؟
التاريخ ينتظر منكم الحل و الحل هو الاستماع للشعب و التخلص من النظام القديم بأسره و شعب مصر يغفر لكل و لأي متورط في اي شئ طالما تركه و خلعه قبل الحساب.
اخطأ المجلس كثيرا وطويلا و في كل اتجاه، و لكن الإصلاح ميسور و سهل و في يديه، أولادكم و أحفادكم في الميزان فأحسنوا الاختيار و لا تظلموا شعبا طال عليه الأمد و تكالبت عليها السنون و هد من مقامه كل غني سقيم يملك الجاز و لا يملك الحكم المستقيم ، لقد سخر منا كل من هب و دب و آن أوان مصر الآن ـ فكونوا لمصر لا عليها و لا تصدقوا من يقول لكم انه يعلم صالح الشعب ، فقد اثبت هذا الشعب انه أعظم و اعرق و أفضل و اسلم و أرجل و اجدع و اروش شعوب العالم ، فكونوا معه.
مصر أنجبت الحرية و قد ولدت و لن تجهض، فقد تنفست و ملأ هواء الحرية صدرها ، و على من يقيد أرجلها و يمنعها ان تحبو و تقوم املا في ان تظل مشلولة فتكرهها أمها و تلعن اليوم الذي أنجبتها فيه ومن ثم تحقد على أولادها- الذين جلبوا مولود الحرية الشائه للحياة -ان يحذر و يحذر و يدرك ان الأمهات تكره من يقيد فلذات أكبادها و ما ادراك ما ثورة الام دفاعا عن وليدتها و حصاد احلامها .
و ازيدكم من الشعر بيت بأنني لا اعتقد ان ورد الجناين الطارح في ميادين مصر سوف يقبل ان تجتث جذور حريته و شموخه دون مقاومة حتى لو طال الأمد و زاد الكمد و تسبب ذلك في ضياع الصالح و الطالح معا .
اتركوا وليدة مصر تحبو و تقوم بالحرية و الأمان و اعلموا ان الله لا يغفل ولا ينام.
Tuesday, May 10, 2011
رسالة الى الاستاذ بلال فضل
بعد التحية والسلامة و اما بعد،
اقرأ لك منذ امد بعيد و احترم للغاية تشعب معارفك و تغول قراءاتك التي ادركها بحكم قراءاتي و قضائي لحياة عبرت مرفئ الاربعين عاما وانا لا افعل سوى القراءة و القراءة. و كنت احترم قلمك الشريف ودمك الخفيف معا و لا يؤرقني منك الا اهلويتك التي اجدني رغم سعة صدري لكل مخالف ضيقة في موضوع الاهلي بتاع حسن حمدي و آل ثابت.
المهم انني و دوما وثقت بكونك شريفا مخيفا للاشرار و صديقا حفيا للابرار و المثقفين السابحين على سطح بحر متلاطم امواجه من الجهلة و الادعياء و الحقراء في اغلب الاحوال.
جاءت هذه الثورة و جاء معها موقف نبيل لك يشي بطبعك و خلقك و طبيعتك الحرة الابية و من ثم وضعتك مع اربعة كتاب لا خامس لهم في قائمة من اثق بهم لاطلاعهم على ما لا اعرف و نزاهتهم وكلهم الا واحد في قناة التحرير. و من ثم جاء شكي فيك بعد مناصرتك الغير مبررة للمجلس في قرارات تتسم بالتواطئ و المباركية القحة و هو ما ازعجني خوفا على مصر و قض مضجعي، فما احسب انك تود لبناتك ان يترعرعروا في بلد يحكمه و يدير شؤونة مباركيون اكثر مما اود انا لاولادي الايتام ذلك.و استهلك ذلك الفكر من وقتي و صفاء ذهني الكثير و احترت و لم ادر اي قرار اتخذ فيه،و لكن نهاية وثقت بقلبي و عقلي الذي يقرأ لك كل حرف منذ دهر بعيد و بجرأتك و انفلات قلمك الامني الذي طالما اضج مضاجع السفهاء كما اضج هؤلاء السفهاء مضاجعنا بانفلاتهم الامني والوطني و النفسي و المالي الى اخر ما ادى بنا اليه الحكم العسكري الذي لا يعرف و لايفهم الا الطاعة و الانصياع و لا يصلح لقيادة اي شئ و ليس شعبا عريقا مؤمنا قويا عند تحرره و ضعيفا و نذلا ان تم اذلاله و تقليل قيمته.
انا قلقة ايما قلق لازلت و لكني اخترت الثقة فيك بعد مقابلة في نادي سبورتنج حيث سألتك عن المرحلة الانتقالية و لم يتسن لك الرد عندما حاصرتك الوفود المرحبة بك، و لكن وجدت مقالك اليوم جامعا مانعا و احطت فيه بكل ما يخامرني و يخامر مصر كلها من توجس و سوء نية تجاه مؤسسة لطالما حمل لها المثقفون -اذا حملت عصا الحكم -اسوأ الذكريات و تاريخا من الاندحار والاندثار والهزائم ، على عكس موقفها حين اسند اليها واجبها فأدته بمنتهي الشرف و الامانة ولا غرو فهم ابناء حضارة و ثقافة عريقة و ايمان كبير عند اضطلاعهم بكبرى المهام و هم كالمصريين الاصلاء غاية في السوء حين تحملهم مسئوليات ليست من صميم اعمالهم مثل توليهم الحكم لمدة 60 عاما كاملة .
و بعد ، فقد استرسلت كعادتي في الكتابة الغير منضبطة و هي ما منعني من الكتابة اصلا اذ يختمر في عقلي الكثير من الافكار و لكن لا استطيع صياغتها في شكل احبه كما احب كل الكتب التي اقرأها لك و لغيرك من كتابي المفضلين، و اعتذر و لكن احييك و ارجو ان يصدق شعوري و تختار ان تقف بجانب الشعب دوما و دائما كما انت و ليس بجانب السلطة و ان خفت من بدائلها على مصر، والله ما اسوأ من حكم العسكر الا حكم رجال الدين و يبدوا ن المسار الذي نتبعه سيصل بنا الى احدهما فلك الله يا مصر.
ارجو من الله ان يوفق رجال وقادة المجلس الذي فوضهم مبارك الغير مبارك الذي فوضه السادات الذي حبس خيرة رجال مصر و رفد ابي من العمل في 1982 و الذي فوضه جمال عبد الناصر الذي اذل الشعب و كسر عينه و اضاع ارضه و لكن اطعمه و علمه و اسكنه على حساب المحل حتى خرب المحل و الصحة والتعليم و الاكل ،وكان عبد الناصر تفويضه ان اوعز بضرب السنهوري بالجزم و حبس نجيب حتى مات و اعدم الخميس و البقري بعد الثورة بشهر و خرج على فاروق ليصبح عندنا الاف الفاروق على اوسخ كثيرا.
ما اريد ان اقوله ان حكم الطبقة العسكرية لمصر افقدها طابعها المدني الليبرالي الفاسد ولكن السائر مع الانسانية واوقعها في براثن العسكرة و الطاعة والثقة والاصحاب و التحالفات والمخابرات والقرارات الفوقية وادى بمصر و هي اغني بلاد الارض و احلاها الى ما نحن فيه حتى صار المصري يحسد ماليزيا و جزر القمر.
اطلت عليك و لكني ابثك همي كما منحتك ثقتي و قد تكون في غنى تام عن كليهما و لكن شكرا لاستمتاعي بالتحاور معك و حتى القاك في جلسة قد يجود بها الزمان علينا وقتا ما، اتركك و اترك مصر في رعاية الله و شكر
اقرأ لك منذ امد بعيد و احترم للغاية تشعب معارفك و تغول قراءاتك التي ادركها بحكم قراءاتي و قضائي لحياة عبرت مرفئ الاربعين عاما وانا لا افعل سوى القراءة و القراءة. و كنت احترم قلمك الشريف ودمك الخفيف معا و لا يؤرقني منك الا اهلويتك التي اجدني رغم سعة صدري لكل مخالف ضيقة في موضوع الاهلي بتاع حسن حمدي و آل ثابت.
المهم انني و دوما وثقت بكونك شريفا مخيفا للاشرار و صديقا حفيا للابرار و المثقفين السابحين على سطح بحر متلاطم امواجه من الجهلة و الادعياء و الحقراء في اغلب الاحوال.
جاءت هذه الثورة و جاء معها موقف نبيل لك يشي بطبعك و خلقك و طبيعتك الحرة الابية و من ثم وضعتك مع اربعة كتاب لا خامس لهم في قائمة من اثق بهم لاطلاعهم على ما لا اعرف و نزاهتهم وكلهم الا واحد في قناة التحرير. و من ثم جاء شكي فيك بعد مناصرتك الغير مبررة للمجلس في قرارات تتسم بالتواطئ و المباركية القحة و هو ما ازعجني خوفا على مصر و قض مضجعي، فما احسب انك تود لبناتك ان يترعرعروا في بلد يحكمه و يدير شؤونة مباركيون اكثر مما اود انا لاولادي الايتام ذلك.و استهلك ذلك الفكر من وقتي و صفاء ذهني الكثير و احترت و لم ادر اي قرار اتخذ فيه،و لكن نهاية وثقت بقلبي و عقلي الذي يقرأ لك كل حرف منذ دهر بعيد و بجرأتك و انفلات قلمك الامني الذي طالما اضج مضاجع السفهاء كما اضج هؤلاء السفهاء مضاجعنا بانفلاتهم الامني والوطني و النفسي و المالي الى اخر ما ادى بنا اليه الحكم العسكري الذي لا يعرف و لايفهم الا الطاعة و الانصياع و لا يصلح لقيادة اي شئ و ليس شعبا عريقا مؤمنا قويا عند تحرره و ضعيفا و نذلا ان تم اذلاله و تقليل قيمته.
انا قلقة ايما قلق لازلت و لكني اخترت الثقة فيك بعد مقابلة في نادي سبورتنج حيث سألتك عن المرحلة الانتقالية و لم يتسن لك الرد عندما حاصرتك الوفود المرحبة بك، و لكن وجدت مقالك اليوم جامعا مانعا و احطت فيه بكل ما يخامرني و يخامر مصر كلها من توجس و سوء نية تجاه مؤسسة لطالما حمل لها المثقفون -اذا حملت عصا الحكم -اسوأ الذكريات و تاريخا من الاندحار والاندثار والهزائم ، على عكس موقفها حين اسند اليها واجبها فأدته بمنتهي الشرف و الامانة ولا غرو فهم ابناء حضارة و ثقافة عريقة و ايمان كبير عند اضطلاعهم بكبرى المهام و هم كالمصريين الاصلاء غاية في السوء حين تحملهم مسئوليات ليست من صميم اعمالهم مثل توليهم الحكم لمدة 60 عاما كاملة .
و بعد ، فقد استرسلت كعادتي في الكتابة الغير منضبطة و هي ما منعني من الكتابة اصلا اذ يختمر في عقلي الكثير من الافكار و لكن لا استطيع صياغتها في شكل احبه كما احب كل الكتب التي اقرأها لك و لغيرك من كتابي المفضلين، و اعتذر و لكن احييك و ارجو ان يصدق شعوري و تختار ان تقف بجانب الشعب دوما و دائما كما انت و ليس بجانب السلطة و ان خفت من بدائلها على مصر، والله ما اسوأ من حكم العسكر الا حكم رجال الدين و يبدوا ن المسار الذي نتبعه سيصل بنا الى احدهما فلك الله يا مصر.
ارجو من الله ان يوفق رجال وقادة المجلس الذي فوضهم مبارك الغير مبارك الذي فوضه السادات الذي حبس خيرة رجال مصر و رفد ابي من العمل في 1982 و الذي فوضه جمال عبد الناصر الذي اذل الشعب و كسر عينه و اضاع ارضه و لكن اطعمه و علمه و اسكنه على حساب المحل حتى خرب المحل و الصحة والتعليم و الاكل ،وكان عبد الناصر تفويضه ان اوعز بضرب السنهوري بالجزم و حبس نجيب حتى مات و اعدم الخميس و البقري بعد الثورة بشهر و خرج على فاروق ليصبح عندنا الاف الفاروق على اوسخ كثيرا.
ما اريد ان اقوله ان حكم الطبقة العسكرية لمصر افقدها طابعها المدني الليبرالي الفاسد ولكن السائر مع الانسانية واوقعها في براثن العسكرة و الطاعة والثقة والاصحاب و التحالفات والمخابرات والقرارات الفوقية وادى بمصر و هي اغني بلاد الارض و احلاها الى ما نحن فيه حتى صار المصري يحسد ماليزيا و جزر القمر.
اطلت عليك و لكني ابثك همي كما منحتك ثقتي و قد تكون في غنى تام عن كليهما و لكن شكرا لاستمتاعي بالتحاور معك و حتى القاك في جلسة قد يجود بها الزمان علينا وقتا ما، اتركك و اترك مصر في رعاية الله و شكر
Subscribe to:
Posts (Atom)