الله جل جلاله في قرآنه الكريم:"و لا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و انتم تعلمون " سورة البقرة آية 42
جي كي رولنج في هاري بوتر: "حان الوقت لكي نقوم بما هو صحيح و ليس بما هو سهل" .
أما لماذا، فحمدين ثوري قديم منذ نعومة إظفاره حين وقف لناظر مدرسته اعتراضا على صفع زميل له و ذلك شرف عظيم، بل و أكثر من ذلك، إنه ضمير يقظ و كرامة متوثبة تشعر بأهمية وجه الإنسان و عرضه الذي لا يجب ان يكون نهبا لمدرس أحمق أو ناظر قصير النظر . تتوالى بعد ذلك النقاط التي نستشف منها قوة الشخصية و ثبات الجنان مع الجرأة في الحق و التكامل في النظرة إلى مفهوم الحق والكرامة و الحرية عند وقوفه لمحادثة السادات بعقل وافر و سياسة تخدش و لا تجرح و تدخل إلى مكمن الكلام بلا استفزاز.
و بعد ذلك وقبله أيضا، استمر حمدين -منذ ذلك التاريخ البعيد الموغل في القدم بالنسبة لمعظم القائمين بثورة الفل المصرية التي أحيت روح مصر بعد مواتها ستون عاما من القهر والعسكرة و سيادة الأمن السلطوي قبل العدل و كرامة المواطن- في الثورة من أجل مصر حرة أولا .
ثلاثون عاما و حمدين على العهد من حبه لمصر و أهلها و الرغبة الأكيدة في رؤية أهله و ناسه أغنى و أكثر علما و أوفر صحة و اقدر على العيش الكريم في بلد قوي يشعر بقوته و يسيطر على حدوده و له كلمة في إقليمه و عالمه . بلد كما كان قبل حكم ناصر ،يضم السودان و غزة و سيناء الحرة تماما بلا قوات دولية ،و له كلمة على البلاد العربية والشرق الأوسط و ليس مجرد تجمع لثمانين مليون فقير حسير كسير بلا رأي و لا كرامة و لا وزن إقليمي أو عالمي بالمرة( و بلا وزن داخلي قبل ذلك و سببا له طبعا).
تحتاج مصر ونحتاج الآن إلى رئيس له رؤية شاملة كهذه تحتضن الداخل والإنسان الفرد كما تضم الجيرة والإقليم والعالم ثقافيا وسياسيا وعسكريا أيضا. تحتاج مصر ونحتاج نحن من يفتح نوافذ الفكر ويؤمن بالحرية الفكرية ويهمش القوى الأصولية الممولة من الخليج و من الغرب لتركيع هذا البلد الذي يمثل قلب الشرق وعقله النابض وبوصلة العالم تجاه إنسانية ضاعت منذ ضاعت ثقافة وعلوم الفراعنة رواد التوحيد والعدل والإنسانية ، فأضاعت العالم الذي صار كطفل يملك اللعب لكن لا موجه له تسيطر عليه مظالم تتلوها مظالم وعصور ملأتها الحروب والتعاسة ورخص الإنسان حتى صار سلعة لا وزن لها .
ليست مصر مجرد بلد كغيرها، بل تاريخا ودينا وعلما بل علوما ، وقيما وأخلاقا وموقعا ومركزا وثقافة وفن في بوتقة من الإنسانية الحقة التي مسختها سنين الاستعمار ثم الاستحمار التي عاشتها في تاريخها الطويل . ان من لا يرى رعب حكومات العالم اجمع و خاصة أمريكا و إسرائيل و الخليج من صحوة مصر فهو مخطئ .يقول التاريخ والواقع انه اذا صحا شعب مصر و استغل ما حباها الله به من نعم و موارد و قوى لساد العالم و فرض إنسانيته و بساطته و روحانيته بدلا من حضارة الغرب التي منحتنا كل العلم و كل التقنية و نزعت مننا كل أسس العدالة الاجتماعية و رعاية الجيرة و الحرص على الإنسانية و حولت العالم إلى سوق نخاسة كبير وسوق سلاح اكبر .
حمدين يعرف و من خبرته الطويلة أين اخطأ عبد الناصر الذي خرب أكثر ما أصلح بنزعه الحرية فلن يقع في ذلك الشرك مرة أخرى ،يعلم حمدين مضار اشتراك العسكري المنوط بالحرب في الحياة المدنية و شراكها ، و يعلم مضار التأميم و العشوائية. وهو قبل ذلك مؤمن بالعدالة الاجتماعية وهي عين العدل و مطلبه ومؤمن بالفرد المصري الضعيف حتى يقويه والقوي حتى يرده لجادة الصواب ويسدد لمجتمعه ما عليه فحينها يستحق الاحترام واليد الحرة في العمل كما يشاء .
حمدين يعرف مصر و قدرها و أحلام أهلها و واجبها تجاه جيرتها و عالمها .حمدين صباحي من طين مصر وقراها ، يعرف فلاحها بطينه ومواشيه وفلاحتها بجبنها وبيضها على نواصي المدن ، يعرف العامل بالشحم في يديه والعرق على جبينه ويعرف مدرسها وطبيبها وموظفيها . يعرف حمدين حواري مصر ومقاهيها ، وعلماءها المغبونين وشعراءها المحزونين وكتابها المحاصرين وشبابها .
أما ضد ماذا:
حمدين ضد الرأسمالية المتوحشة ا لتي تأخذ ولا تعطي ، ضد سيطرة رؤوس أموال يملكها السادة الحرامية والسادة التابعين للدولة ، ضد الظلم في القسم وضد الشرطي الغاشم خدام الحكومة لا خدام من يعطيه لقمته ، حمدين ضد قهر مصر وشعبها وتقزيم رجالها ونساءها وضد ثقافة الخليج باحتقارها للمرأة وللكتاب والثقافة.
حمدين ضد التطبيع مع من يقتلنا ( أجنبيا أم مصريا) و حمدين رجل دخل المعتقل وتحمل العذاب لمصر ولأهله لا لجماعة ومرشد لها أولويات أخرى .
حمدين الذي نوابه بثينة كامل وخالد علي وغيرهم هو الأمل بعد البرادعي ، و رغم تحفظي على أصوله الناصرية التي أسست لكل الخراب الذي وصلنا إليه حين تم حل الدولة المدنية لفساد فيها و أرسى دولة عسكرية ليس فيها الإ فساد،فأنا معه لأن مصر في قلبه و عقله وروحه ومصر هي أمي وأهلي وأولادي وأملي .
حمدين .. لأنه لا يكذب.
آخذ على حمدين علاقاته بطواغيت العرب مثل القذافي و صدام وغيرهم، و لكن ،من كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر! لست أنا.