Sunday, October 16, 2011

الثورة و الانتخابات المرحلية و البرنامج الحزبي العاجل

من منطلق إيماني المطلق بأن التغيير في المجتمعات لا يأتي إلا عن طريق ثورة دينية روحية شاملة لا يستطيعها إلا الأنبياء والمرسلون و لا مجال لها الآن في ظل سيطرة الجهل الوهابي والتدين البدوي و الشيوخ المتعارضون المتعددون الذين يكفر بعضهم بعضا قبل ان يكفروا أصحاب الرأي الحر والعقل العامل ، أو عن طريق السياسة و تغييرها لأولي الأمر فتضع صاحب الكفاءة الصادق الأمين في موضع القرار و تخلع صاحب السيادة و العسكر الغير صالحين للعمل العام و الفاسدين و الأفاقين و سماسرة الأقوات و الأراضي كطريق وحيد يؤدي لرفعة الإنسان و بذا رفعة الأوطان بما فيها من فئات و بشر و حضارة و غيرها.

فأنا أرى ضرورة اشتراك القوى السياسية حسب ما ورد في مقال وائل جمال حتى ولو كانت اللعبة كلها غشا حتى نرى الأرض التي سوف ندب عليها و نحاول تغييرها ان شاء لنا الله ذلك.
ان الرؤية الشاملة للأحوال في مصر الآن تشير بوضوح إلى المشاكل التي تعاني منها مصر و تستلزم العمل في الشارع من اجل تعديلها على وجه السرعة و تعد كقاطرة تشد مصر بأكملها إلى الأمام بعد ذلك و هي : الأمن و الاستقرار الداخلي و غلاء المعيشة و صعوبتها و تدهور الصحة والتعليم و البطالة المتفشية و يسبقها جميعا الجهل العام بأطر الحياة التي تحيط الناس و هي المسبب الرئيسي لكل ما سبق ذكره.
و مما سبق ذكره يتضح ان الحل هو الحوار مع الشعب على كافة مستوياته الثقافية و الاجتماعية حول هذه المحاور من حيث رؤية الحزب أو المرشح الانتخابي لها و أراها كما يلي في موجز يسهل فهمه و الإحاطة به:
1- الأمن و الاستقرار الداخلي :
يجب إعادة هيكلة الشرطة بحيث يتم تعيين احد سكان كل عدة شوارع و لنقل لكل 100 مواطن رجل امن أو عسكري درك ليكون على علم بمنطقته و يرعاها و يخاف أهلها عندما ينتهي عمله بها و يستمر فيها فيكون من أهلها و عليهم و جزء لا يتجزأ منهم فيحسب حسابهم و يحميهم بالفعل ، ويتم حل جزء من مشكلة البطالة كذلك.
و يكون مدير الأمن منتخبا من البلد نفسها بحيث يخاف ظلم أهلها خوفا من معرته و أهله وسطهم و يكون على دراية بأحوالها و لا يكون عبدا للمركزية و هي آفة مصر من قديم الأزل
و يكون الضباط في الأغلب من نفس البلد فيشعرون بالألفة و يخدمون أهلهم و لا يكونون جيشا مجيشا يأتمر بأوامر من لا يعرفه في ناس لا يعرفهم فيجور و يستهبل نتيجة لان مالوش فيها حاجة
و يكون قسم الشرطة مفتوح للعامة و يتوافر فيه وكيل نيابة صباحا و مساءا و كذلك يجلس في الاستعلامات مندوب من حقوق الإنسان و فرد سويتش مع تسجيل صوتي فيديو لكل ما يجري بالقسم و تشديد عقوبة الاعتداء اللفظي أو الشفهي على الأفراد أو الشعب أو العاملين بالقسم على حد سواء و يعمم ذلك على العربات أيضا لكي ينال كل حقه فنحفظ حق أبناءنا الضباط و نحفظ حق الشعب و هو مقدم على حقهم.
يجب ان يضع كل ضابط و عسكري و عامل و غيرهم بطاقة تعريف على صدرهم لكي يستطيع الإنسان التعرف عليهم و يأخذ كل ذي حق حقه و لا ينادي المواطن إلا بسيدي و سيدتي و العكس صحيح .
و للحديث بقية و يمكن إدخال الكثير من التعديلات على مركزية الشرطة و عسكرتها لتكون جيشا ضد الشعب و هي مؤسسة لأمن المواطن و سلامته له بعد شرعي و جنائي و تتبعها مؤسسات مثل الطب الشرعي و هو أساسي في كل تحقيق صالح .

2- غلاء المعيشة والبطالة :
يمكن التعامل مع هذه المشاكل من خلال كسر احتكار تجار الجملة الذين يتحكمون في الأسعار كيفما شاءوا و في إطار العمل في المدينة و ليس من المنبع و مشاكل الزراعة المتفشية فيمكن لنا تكوين جمعيات مثلما حدث في القوافل على ان تكون عامة في كل حي بمعاونة أهل الحي نفسه فيتم البيع بسعر الجملة فتنزل الأسعار تلقائيا و نساعد الناس و نحمي الفقراء و يخاف التجار فيخفضون الأسعار ، ويتم تشغيل 3 أو 4 من الحي نفسه في المكان فيرعونه و يخافون عليه و يتم حل جزء من البطالة كذلك .
و يتصل بذلك شركات القمامة التي يجب ان يراعى فيها تشغيل أهل المنطقة نفسها فلا يعانون من المواصلات حتى يصلوا للعمل و يؤدونه بإخلاص نتيجة لأنه حيهم و أهلهم .

3- أما تدهور الصحة والتعليم و القضاء و النيابة و كل مؤسسات مصر قاطبة فتحتاج تعديل تشريعي و تنظيم مؤسسي و نسف كل الأطر القديمة لها مع البدء بنظم الجودة و تغيير القوانين المنظمة لكل مؤسسة و تقليل عدد الجيش الإداري الذي يقبض الملايين و لا يقدم شيئا و رفع مستوى الفني الذي يعمل بالفعل و نزع المركزية عن كل منظمات الدولة و كما هو جلي يحتاج هذا إلى سنوات و إلى قرار من الحكومة و هو ما لا يتيسر لنا كحزب الآن.

أعود فأذكر ا لان ان ا لنقاط الأولى و الثانية تحل مشاكل آنية تخيف و تقلق الشعب بكافة طوائفه و كذلك تدعم حل مشكلة البطالة في كل حي و أمام أهل المكان بشكل مباشر و بذا تصل لهم منافع العمل على الأرض بالفعل.

الخلاصة ان الصدق و الأمانة و كون هذا الحزب ناشئ من الشباب و المغامرين بالدخول لعشش العقارب الخاصة بالسياسة في حالها المشهور عالميا هو محاولة مننا لجعل السياسة خادمة للناس كما كان الغرض منها أساسا و ليس لعبة كراسي بين مجموعة من الأفاقين الذين يحكمهم رأس المال و السلطة المتوحشة .
تكمن قوتنا و قوة حزبنا في صدقنا و عدم احتياجنا للسرقة والنهب كوننا من الطبقة المتوسطة التي تخاف الله فعلا و قولا و لا نريد سوى خدمة أهلنا و ناسنا بما وهبه الله لنا من علم أو معرفة أو جهد أو وقت و لا فضل لنا فيه و وجبت علينا فيها جميعا الزكاة لمن لا يملكها من خلق الله الآخرين.
اذا استطعنا إقناع الناس بما نقوله و أثبتنا نظافة يدنا و صدقنا الذي لا يتزعزع و رسوخ مبادئنا فسوف يثقون بنا و ذلك للنقص الشديد في الصدق و الأمانة في الشعب بصفة عامة و خاصة العاملين في السياسة وسبوبة الدين و الحكم .
ختاما اكرر ان العمل العام شاق و مرهق و محفوف بالمكاره و المغريات و نحن ندخله بقلب يؤمن بحق الآخر في الحياة الكريمة من مسكن و ملبس و تعليم و صحة بلا نفقات لغير القادرين بشكل تكفله كل الشرائع و يجب ان يكفله نظام اجتماعي يعطي الأفقر و يساعد الأغنى على اقتسام الخيرات بغير الافتئات على الملكية أو الحرية في اي صورة .
فليكن شعارنا في الانتخابات هو : العدل و الرحمة و هي أسماء الله الأعز الارحم ثم الصدق والأمانة و هما صفات المصطفى عليه السلام و الرسل جميعا ثم ضمان العدالة و المساواة و كفالة حق كل المصريين بلا استثناء في تعليم و صحة و سكن و ملبس جيد اي عيشة مستورة مقبولة في بيوت صحية آمنة و علاج جيد المستوى للجميع في مؤسسات حكومية محترمة تدعمها كفالة من يملك لمن لا يملك بشكل منظم و تعليم متميز عن نفس الطريق و هو يدفع القادر و لا يدفع من لا يقدر مع محاسبة صارمة لمن يملك و لا يدفع حيث أنها سرقة من مجموع الشعب .
شعارنا هو الصدق و الأمانة و العدل و الحرية و الكرامة و المساواة
جرب الجديد فقد جربت القديم من قبل
جرب المرآة فقد جربت الرجال كثيرا
جرب الوعود المفصلة بخطوات واضحة فقد جربت الكلام المرسل من الوجوه الكالحة من قبل
جرب فماذا ستخسر أكثر مما خسرت أنت و مصر من قبل
الحرية ليست كلمة بل هي ما يجعل حقك في يديك
العدل ليس شعار بل هو ما يجعلك تنام آمنا على اهلك و مالك و ولدك
الرحمة ليست حروف بلا معني بل هي نعمة الله علينا
الكرامة ليست حلما بل هي جزء لا يتجزأ من حقنا الإنساني الذي كفله الله و لعن من أهانه
المساواة ليست سرابا بل هي قوام الحق و العدل و سوف نحصل عليها


مقال الاستاذ وائل جمال
ى عصر مبارك كانت القوى السياسية تخوض الانتخابات رغم أن القيود كانت أكبر بكثير. وكان هذا قرارا سليما حتى بالنسبة لثورى. فعلى الرغم من التزوير، ومن أن مجلس الشعب لم يكن إلا أداة حكم مباشرة فى يد الطغاة وطبقة المستغِلِين، إلا أنها كانت فرصة سياسية للتفاعل النادر مع قلة من الجمهور الأعلى وعيا والأكثر استعدادا للمشاركة السياسية رغم كل شيء، على مستوى الدعاية بفضح وتعرية هزلية العملية السياسية وعلى مستوى صك الصلات. عنوان الثورى هو الجماهير أينما وجدت لأنه لا قوة له دونهم.



الآن، المحك فى الانتخابات هو نفسه: كم من المصريين سيذهب للتصويت ويرى فيها شأنا هاما؟ أعتقد أنه لا خلاف أن هذه ستكون الانتخابات الأوسع من حيث الاقبال فى تاريخ مصر الحديث. وبمقارنة الاقبال على الاستفتاء، والاستفتاءات بطبيعتها تجذب عددا أقل من الناخبين، فلا يتوقع أن يقوم بالتصويت أقل من نصف القاعدة الانتخابية وهو ما يعنى 25 مليون مصرى. هل هناك قوة ثورية فى العالم تستحق هذا الوصف يمكن أن تتجاهل التفاعل مع هذا العدد على الأرض؟



تجمع استطلاعات الرأى على أن أغلبية المصريين لم تتخذ قرارا بعد بشأن القوى التى ستؤيدها. وهذا صحيح. لكن هذا أيضا لا يعنى أن المصريين لا يعرفون ماذا يريدون: العدالة الاجتماعية والعيش الكريم والحرية وسلطة الشعب. القضية هى من وكيف. وهذه معركة أفكار ومصالح لا يجب النكوص عنها لمن كان ثوريا.



لكن الثورى لا يسقط أيضا فى فخ اختصار كل شيء فى الانتخابات. فالبرلمانية بصورتها تلك تعانى أزمة هائلة فى العالم لأنها تنعزل يوما بعد يوم عن جمهور الناس واحتياجاتهم ومصالحهم، وبالتالى فإن اعتبارها نهاية المطاف يضرب المستقبل فى مقتل. لقد فتحت لنا الثورة بابا لالهام العالم بسياسة جديدة القيادة فيها للناس. وفى هذا يمكن أن تتحول الانتخابات إلى قاعدة انطلاق جديدة للثوريين بطرق عديدة.



لننظر مثلا إلى التمويل. هناك طريقة التمويل التى نعرفها، من جيوب الأعمال والمؤيدين الأغنياء. وهى تتناسب أكثر مع حالة المرشح على المنصة وهو يعظ الجماهير الساكنة. لكن المرشح الثورى يمكنه أن يحول تمويل حملته إلى جزء من عملية تنظيم وربط لقطاعات واسعة من سكان دائرته بتبرعاتهم القليلة لكن الكثيرة من خلال اللقاء المباشر بهم فى مواقع عملهم وعلى المقاهى وغيرها، وكلها أنشطة كثيفة الجهد البشرى قبل أن تكون كثيفة التمويل. وهوفى ذلك يضرب عصافير عدة بحجر واحد. فالمحك هنا فى اتساع حملته من عدمه هو مدى تمثيله وقناعة أهل الدائرة به (وهى مسألة ليست صعبة إذا كان المرشح قائدا عماليا فى مدينة كالمحلة أو نجع حمادى مثلا). وهكذا لا يصبح التزامه فى المستقبل مؤمما لشخص أو لشركة وإنما لقاعدة تأييده الواسعة. والروابط التى تتشكل لجمع التبرعات وتنظيمها يمكنها أن تصبح أرضية لنقاش سياسى لا ينتهى فى المستقبل بانتخاب المرشح أو حتى سقوطه أمام منافسه. ويمكنها أن تحول علاقتهم بالبرلمان نفسه من التفويض التام الذى لا مراجعة فيه إلى مشاركة دائمة تربط المطلبى بالسياسى والمحلى بالقومى.



الثورى يجد ملجأه فى الجماهير، وجريمته الكبرى هى أن يعزل نفسه عنها. والانتخابات فى أسوأ الأحوال الآن هى أكبر منصة دعاية لفضح المتخاذلين والتعبئة على مهام الثورة التى لم تستكمل، فى الشارع، ومع الناس، مع المضربين والفلاحين والصيادين، صانعى الحق والثورة.
مقالات أخرى للكاتب عودة إلى وائل جمال »