Friday, August 26, 2011

يا قضاء يا قضااااااااء

نعيب زماننا والعيب فينا***وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب***ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب***ويأكل بعضنا بعضا عيانا


استهل هذه التدوينة الخاصة باستقلال القضاء في مصر برجاء من كل من يقرأها بأن يستبدل زماننا بقضائنا و يلخص بذلك لنا ما حاق بالقضاء المصري على مر ستون عاما من الحكم العسكري الذي يحب ان يحكم على أعداءه بما يحب و ليس حسب القانون.

لقد مرت الستون عاما فأخذت من مصر كل جميل و أبقت على كل قبيح ثم زادت فاخترعت قبحا و عدما و فوضى و فساد ممنهج تحسد عليه و لا يماثل غيرها من الدول في شئ إلا في عموميات الفساد العام. و الآن إذ تنهض مصر متثائبة بأيدي جدد من أبناءها الذين لم يتربوا في الآلة الإعلامية الغاشمة بل استقوا روحهم و عزمهم من معارف خارجة عن المألوف ، الآن تخطو مصر أول خطوة في مسح و إزالة الوجه القبيح عن كل تركيبتها الجميلة الأصيلة المسالمة و هي تطهير القضاء الذي هو أصل و أساس و عمود الخيمة الوحيد في الدول المتحضرة المتدينة حقا التي تدين بدين الله الأزلي و هو العدل و الصلاح و المساواة و العدالة الاجتماعية و الرحمة.
يسأل سائل عن أهمية القضاء و لما يجب تطهيره و تنقية ثوبه من الأذى الآن حتى لو اقتضى الأمر إقالة و إزاحة نصف القضاة المتسربلين بوشاح العدالة الظالمة التي اخترعها و تفنن في تقنينها قضاة نزعوا ثوب الحياء والعدل و الرحمة والأخلاق و بدعوا لحكام ظالمين ما زادهم عتوا و فجورا بموجب نصوص من القانون نفسه تبرئ المجرم و تجرم البرئ حتى جعلوا السجون ملئي بالأبرياء و القصور و الفلل ملئي بالحرامية و أشياعهم و كله بالقانون يا ستاموني!
يجب علينا و على كل من يحب هذا البلد السعي بكل قوة لتنظيف القوي القضائية بما فيها النيابة و القضاء نفسه و المحاماة من كل المتسلقين الآتين بالواسطة من إبائهم المحترمين الذي يقضون بين الناس بالعدل و هم يسرقون حقوق الأوائل ليعينوا أبنائهم أصحاب المقبول بدلا عنهم ثم يظنون ان الله يبارك لهم و بهم و عليهم و على أبنائهم في النيابة أو القضاء بعد ذلك.
إنا اعتقد و أثق ان القضاة بينهم نسبة جيدة تصلح للطهارة و الرقابة و تعديل القوانين التي ترسخ الفساد و المحسوبية والقذارة في صفوفهم و أثق ان أول إجراء هو تحويل كلية الحقوق لتكون أم الكليات و بأقوى المجاميع حتى لا يلتحق بها من خاب أمله أو قصر طموحه فقط إلا فيما ندر و تعود كما كانت نبراس حرية و أخلاق و توهج علمي و عقلي يخرج أمثال سعد زغلول و ليس قاضي السلطة بدون ذكر أسماء.
يقضي اي يصدر حكما يفصل بين الناس فيموت هذا و يعيش هذا و يعود ذاك لأهله و يخسأ أخوه في السجون و يجعل تلك أما و يجعل من تلك مومسا و يرمي بالأول إلى الفصل من العمل و يرفع غيره درجات ـ القضاء هو القول الفصل في المجتمع بين الناس ففساده هو فساد الذمم و الضمائر و اليأس من العدل الدنيوي القاصر و ما يتبعه من انتشار البلطجة في كل مناحي الحياة كما هو ثابت في مصر في كل مكان لعجز و عمى القضاء وبطئه المريب العجيب و استهتار النيابة والقضاء بتأجيل قضايا تحول العزيز إلى شحات و المستور إلى فقير و البرئ إلى مجرم عندما يمد يديه و يأخذ حقه الذي يضيع في أروقة الظلم التي تسمى بيوت العدل ظلما و عدوانا.

حرروا القضاء و حرروا المصريين تتحرر مصر و ننطلق للأمام