Monday, November 09, 2009

ركنة

جلس في السيارة الجديدة\ القديمة ينتظر حتى تنتهي الزوجة من سداد قرض البنك الازلي،شغل تفكيره بحسابات المصاريف الشهرية و الشجار و النقار المتوقع قبل بداية الشهر القادم. اثناء تجواله ببصره حول المكان الذي اختاره لركنة السيارة - كي يتمكن من الهرب من الونش المرعب في حال استدعت الضرورة ذلك - وقعت عيناه على امرأة عجيبة تصلح لبطولة فلم سينما عن الكثبان الرملية.

كانت المرأة عظيمة المنكبين و عريضة الشاسيه الامامي مع وجه شبيه للغاية بسيد قشطة من حيث الجبهة العريضة المنبطحة للوراء مع عينين صغيرتين مدفونتين في ركام من الشحم المغطي بلا كياسة بكريم اساس غامق اللون، ثم انف اجارك الله ذو منخارين عظيمين يصلحان لركنة العربية بعيدا عن الونش .و يتبع كل ذلك فم كبير الشفتين يصطبغان بلون شديد السواد و الحلكة و عديم اللون في ذات الوقت ، ثم يتوج كل ما سبق ذقن مدورة مكبوسة تصلح لدق الهون و كل الامور التي تحتاج الى سلاح غير حاد و لكن قاتل.
انسدل نظره عليها من الاعلى الى الاسفل و فكر فيما قد يكون حاله بالظبط لو كانت زوجته ، انتفض بحركة سريعة فاصطدمت يداه بالمقود و احس بكهرباء تسري منها الى رأسه. استعاذ بالله و حمده كثيرا ، ثم رفع بصره مرة اخرى فوجدها في محاذاته الان، كانت تطوح بيدها كيسا بلاستيكيا رخيصا مع ان الملابس التي كانت ترتديها تبدو غالية بل و ذات ذوق الى حد ما على هذا الجسد الكثيب المهيب.

امعن النظر الي عينيها فوجد فيهما سلاما يليق بملك او حاكم يجول في مملكته الخاصة، و جال بخاطره لثانية ان كل ضخام الجثة طيبون القلب حيث لا يجرؤ احد على معاداتهم.. بغض النظر عن الاستهزاء وراء الظهور. التفتت و رأته ينظر لها فاتت بحركة من اصبعها تفيد الاحتقار الشديد مع تحول في النظرة الى الغضب الحالك.
ادار رأسه بسرعة كادت تتسبب في ديسك في رقبته ،و انشغل بترتيب التابلوه، وجد ظلا ضخما على الباب فقرر ان يخرج و يعدو بعيدا اذا حاولت الامساك به ، لعن البنك والزوجة و الساعة التي رفع فيها رأسه.. بدأ يقول انه آسف عندما سمع صوت العسكري يقول انه واقف في الممنوع وعليه الرحيل فورا.
رفع رأسه و شكر العسكري بحرقة حتى رفع حاجبيه دهشة من البيه الذي يشكره لأنه يأمره بالذهاب..دخلت زوجته السيارة و قالت له ان يتحرك، نظر لها بمحبة و قال انه قبض مكافأة و لا توجد مشكلة بالمرة في كل المصروفات المتوقعة.
نظر حوله بسرعة ليتأكد من خلو الطريق فوجد السيدة المهيبة تنظر له في عطف و حنو و منحته ابتسامة مع غمزة تدل على فهمها لكل ما دار بخلده.

تعلم ان الانسان ضعيف مخيف و سخيف في الكثير من الاحيان.تعلم ان يلف بالسيارة الى ان تعود الزوجة فيعود لها .
..